يُعد معجم الدوحة التاريخي للغة العربية مشروعًا علميًا رائدًا على مستوى العالم العربي. ويهدف إلى توثيق تطوّر الألفاظ العربية ومعانيها عبر العصور، منذ أقدم النصوص العربية حتى العصر الحديث.
وتبرز أهمية معجم الدوحة التاريخي في توثيق تطور اللغة العربية عبر الزمن، فالمعجم لا يكتفي بتفسير الكلمات، بل يدرس تاريخها الزمني والدلالي، أي: كيف تغيّر معناها واستخدامها في مختلف العصور.
أهداف المعجم وإسهاماته الحضارية
ويسهم المعجم في تحقيق عدة أهداف محورية، منها:
- إحياء التراث العربي: المكتوب في الشعر، والحديث، والعلوم، والفقه، والأدب.
- خدمة البحث العلمي والتعليم: إذ يُعدّ مرجعًا أساسيًا للباحثين واللغويين والمؤرخين، فيتيح لهم قاعدة بيانات دقيقة وشاملة لتاريخ المفردات العربية.
- تعزيز الهوية الثقافية العربية: فهو يُظهر عمق اللغة العربية وتاريخها الممتد لأكثر من 1500 عام، مما يعزز الانتماء اللغوي والثقافي لدى الأجيال الجديدة.
الدعم القطري للنهضة اللغوية
وقد أولت القيادة الحكيمة في قطر، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اهتمامًا كبيرًا بالمشروعات الثقافية والعلمية التي تخدم الأمة الإسلامية، وكان معجم الدوحة أبرز هذه المشاريع.
ومن خلال هذا المشروع، أصبحت الدوحة عاصمة للبحث اللغوي والتاريخي العربي، ومركزًا لإحياء اللغة العربية في العصر الرقمي.
خاتمة: مشروع يربط الماضي بالمستقبل
إنّ معجم الدوحة التاريخي ليس مجرد مشروع لغوي، بل هو مشروع حضاري يوثّق تاريخ أمة بأكملها من خلال لغتها، وأصبح هذا المعجم من أهم الإنجازات الثقافية العربية في القرن الحادي والعشرين، وجسرًا يربط الماضي بالحاضر والمستقبل.
