بين التكنولوجيا والإنسان علاقة تأثير متبادلة، لكني لا أرى نموذج فرانكشتاين في إطار اللامعقول، فقد تلتهمنا آلتنا يوما ما، لكن رحلة الإنسان والتكنولوجيا خليط من المتعة والدهشة والخوف .
أمس كنت أتابع برنامجا على فضائية (RT) الروسية، وكانت تستضيف العالم الروسي ميخائيل بيرادوف وهو مدير مركز طب الأعصاب الروسي، وأحد أبرز علماء هذا الميدان عالميا، وقد روى العالم أن امرأة حامل في شهرها الخامس توفيت في حادثة سير في الولايات المتحدة، وأقر الأطباء بأنها ميتة دماغيا.
ولأن المرأة تنتمي إلى أسرة ثرية جدا، طلب أهلها من الأطباء الحفاظ على الجنين، وقد تمكن الأطباء من خلال الأجهزة الصناعية من تشغيل الرئتين والقلب للمرأة الميتة. وتمكنوا من رعاية الجنين في رحم الأم الميتة حتى أصبح في نهاية الشهر السابع وتم توليد المرأة بعملية قيصرية واستخراج المولودة بعد قرابة الشهور الثلاثة، وما تزال هذه الطفلة تعيش حتى الآن حياة طبيعية.
هذه الحادثة التي تثير الدهشة تكرس في داخلنا زهوا فيه نزق مَنْ تَوَهَم السترَ فانكشف، فالتكنولوجيا تتسلل إلى بنياتنا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وتغيرها طوعا وكرها معا، فقد ألغينا المسافة والزمن في جوانب من حياتنا، فمن نفس مقعدي يسمعني الصيني والتركي والغزي، وأشاهد منافسات كرة القدم أيا كان مكان ملعبها.
ماذا تخبئ لنا التكنولوجيا في القادم من الأيام، من متابعتي الحثيثة لما يجري في مختبراتهم فهم يعدون لنا في المستقبل القريب:
- أ- سيارات بدون سائق تأخذك انى شئت كما ياخذك ال GPS
- ب- عام 2030 سترى الانسان الآلي يتجول في الاسواق ويتحدث معك ويمازحك وله بيته وعمله
- ت- سترى الاشخاص على الشاشة مماثلين تماما للشخص الحقيقي ولا تميز بين الواقعي والافتراضي
- ث- سيواجه العالم مشكلة الكيفية في التعامل مع السايبورغ( نصف انسان ونصف آلة)
- ج- فهم العمليات الفيزيائية للطبيعة بشكل أفضل وصولاً إلى المستوى دون الذري ..
- ح- الذكاء الصناعي سيعيد الذاكرة المفقودة او المنسية للانسان
- خ- عام 2024 سيحط الانسان على المريخ
- د- ستبدأ الملابس الذكية في الاستخدام خلال العامين القادمين
وهنا نعود مرة أخرى: ماذا سيترتب على ذلك من نتائج ثقافية واجتماعية وسياسية واقتصادية؟ هذا هو المدخل لفهم ما قد تكون عليه الحياة في المستقبل القريب.