تبدأ يوم الأحد القادم 5 أكتوبر الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية ومجلس الشيوخ بدولة البرازيل، ولن تمر هذه الانتخابات دون حضور عربي وإسلامي قوي، حيث مثلت المشاركة السياسية للمنحدرين من أصول عربية حضورا قويا فاعلا منذ أن خاضت البرازيل تجربتها الديمقراطية، والعرب يمثلون 5% من إجمالي عدد سكان البرازيل حيث يصل عددهم 12 مليونا ومن ثم يشكلون ثقلا سياسيا كبيرا ومؤثرا.
في عام 1962 كان الساسة من أصل عربي يمثلون 17% من برلمان البرازيل، 10% من برلمان ساو باولو ، ومثل العرب عام 1987 33 مقعدا في برلمان البرازيل، 7 نواب في مجلس الشيوخ، 2 من حكام الولايات، أما عام 2010 م فقد مثل المنحدرون من أصول عربية 60 نائبا في البرلمان، 10 في برلمان ساو باولو، 5 رؤساء بلديات، رئيس برلمان البرازيل، 8 وزراء وأعضاء في المجالس البلدية .
وتقدر إحصاءات غير رسمية عدد من يجلسون في الكونغرس البرازيلي من العرب والمسلمين بـ144، أي 25% من أعضاء غرفتيه، ناهيك عن مئات من نواب البرلمانات المحلية لـ27 ولاية تكون الاتحاد، إضافة إلى حكام وعمد ومسؤولين كبار في مختلف قطاعات الدولة، وعلى المستويات الرفيعة يأتي نائب رئيس الجمهورية اليوم هو ميشيل تامر من أصول لبنانية، ورئيس بلدية مدينة ” ساو باولو ” أكبر بلديات البرازيل فرناندو حداد من أصول عربية .
ويخوض المرشحون المسلمون هذه الانتخابات بعدد معقول يعبر عن زيادة الوعي السياسي داخل الجالية المسلمة، فعلى مستوى البرلمان الفيدرالي لدولة البرازيل هناك ثلاثة مرشحون وهم، السيد عبد الكريم مظلوم، والسيد سعيد مراد، والسيدة ندي أباريسيدا، وعلى مستوى برلمان ساو باولو مرشح كل من السيد لامع الصميلي والسيدة أدريانا ألفونسو، وعلى مستوى برلمان ولاية بارانا السيدة أنيسة الغزاوي .
دخول مرشحين مسلمين حلبة المنافسة على مقاعد البرلمان سواء على مستوى الحكومة الفيدرالية أو على مستوى حكومات الولايات تجربة تستحق الاهتمام والمتابعة، وقد سبق لبعض أعضاء الجالية المسلمة الفوز ببعض المقاعد على مستوى برلمان ولاية ” ساو باولو “، والجديد هو ترشح بعض من المسلمين ممن اعتنقوا الإسلام من أصول برازيلية وخصوصا أن المرشحتان من النساء، وأحدهما ترتدي الحجاب في أول ظاهرة داخل البرازيل أن تترشح امرأة مسلمة ترتدي الحجاب كنائبة للبرلمان الفيدرالي
ترشح السيدة ندي أباريسيدا أثار عليها حملة على شبكات التواصل الاجتماعي من المنافسين لها مستغلين أحداث الشرق الأوسط وتداعياتها ومحذرين من وصول الإسلاميين للمواقع البرلمانية، وهو الموقف الذي استدعى الكثير من أساتذة الجامعات والمهتمين بالحقوق والحريات للدفاع عن المرشحة وحقها والرد بقوة على من يستغلون هذه الهجمات الممنهجة ضد الإسلام والمسلمين لاستدعاء نفس الحالة إلى البرازيل وهي البعيدة كل البعد عن ما يحدث من صراعات داخل الشرق الأوسط .
وتأمل الجالية المسلمة في وصول جميع المرشحين المسلمين أو بعضهم لهذه المواقع الهامة في انتخابات هذا العام، ومما لاشك فيه إن انخراط أبناء الجالية المسلمة في الحياة السياسية يعزز وجودهم وانتماءهم باعتبارهم جزء أصيل من الأمة البرازيلية، له تاريخه ومساهماته في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية .