اعتدنا عندما تُكتشف حقيقة علمية ووجدنا لها ذكرا أو إشارة في القران أن نصيح بأعلى صوتنا أن القران قد سبقكم في هذا الاكتشاف منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة، ثم تنطلق ألسنتنا تهليلا وتسبيحا وتكبيرا فرحين بهذا السبق العظيم !! ونضع مثل هذا الخبر وهذا الاكتشاف العلمي تحت بند “الإعجاز العلمي في القران”
نعم ، القران قد سبق البشرية في كثير من العلوم والمعارف والحقائق العلمية ولكن أين نحن المسلمين من هذا كله ولماذا انتظرنا ألفا وأربعمائة سنة ليكتشفها غيرنا مادامت تلك الحقيقة موجودة في القرآن أصلا؟!!
لماذا ننتظر حتى يكتشف غيرنا هذه الحقائق والقرآن معجزة الله الخالدة بين أيدينا نقرأه ليلا ونهارا؟!!
عندما نفرح باكتشاف علمي يسبقنا به غيرنا ثم نقول إنه موجود أصلا في قرآننا؛ فنحن في الحقيقة لانضيف للإسلام فضلا، بل نكشف عيبا فينا نحن المسلمين ونقصا. القرآن فيه علوم كثيرة من طبيعة وفلك وتاريخ ومنطق وغيرها لكن معظم جهود المسلمين فيما يتعلق بالقرآن وعلومه ذهبت باتجاه العلوم الشرعية والمسائل الفقهية أما العلوم الأخرى فلم تأخذ حقها من الدراسة والبحث كما ينبغي.
عندما نقرأ القرآن نجد آيات كثيرة تتحدث عن الطبيعة والفلك والسموات والأرض وكثير من هذه الآيات وردت بصورة واضحة صريحة كما أنها تكررت عدة مرات في القرآن، فعلى سبيل المثال ورد ذكر السموات في القران في أكثر من موضع، وأن هذه السموات سبع، أفلا يجدر بنا أن ننطلق من هذه الحقيقة في البحوث والدراسات العلمية والفلكية ونثبت بأن السموات هي فعلا سبع سموات؟.
فإذا اكتشفنا حقيقة علمية جديدة تتعلق بهذه المسألة عند ذلك نستطيع أن نقول وبكل فخر أن الذي هدانا لهذا الاكتشاف العلمي هو القرآن الكريم، وعندها أيضا نستطيع أن نتحدث ونعقد المحاضرات والندوات عن هذا ” الإعجاز ” العلمي الذي اكتشفناه في القرآن الكريم بل كشفه لنا القران، وعندها أيضا انظر كيف سيكون إقبال غير المسلمين على الإسلام عموما ومعرفة القرآن بشكل خاص.
أما مجرد اجترار ما لدى الاخرين والتسلق على جهودهم فهذا بدلا من أن نسميه “إعجازا” علميا من الأولى أن نسميه “عجزا” علميا فينا نحن المسلمين.