هل يكرر طفلك الجمل السلبية ؟ في الآونة الأخيرة، أصبحت ألاحظ كثرة شكاوي المربين من أن أبناءهم بالغي سن المراهقة لديهم سلوك اتكالي واستهتار في الأنظمة وفي القوانين، سواء كانت قوانين منزلية او قوانين المؤسسات مثل المدارس او الحدائق العامة والمرور وغيرها.

وعند محاولتنا لحل المشاكل التي تراكمت وأثقلت على المربين لخوفهم على أبنائهم نلاحظ أن المربي يحتاج الكثير من الجهد حتى يجني أبناؤه ثمار التغير للأفضل، ومن هذه المشاكل التي أصبحت جزءا أساسيا من حياة المربي، أصبح لا بد لنا أن نقف وقفة تأمل على أسبابها.

أسباب تكرار الجمل السلبية لدى الأطفال

كما نعلم الوقاية خير من العلاج حتى على المستوى التربوي وتنشئة المجتمعات فما هي قصة الجمل الشهيرة بين الأطفال والمراهقين (لا أعرف)، (ما أدري)، (صعب)، (أنا تعودت على)، والكثير الكثير من الجمل والرسائل السلبية التي يوجهها الأطفال لأنفسهم خلال المواقف الحياتية، من أهم الأسباب:

  • السبب الأول: الدلال الزائد للطفل والحماية المفرطة وخاصة خلال السنوات الخمس الأولى من حياته، فقد اعتاد الطفل خلال أول ثلاث سنوات من عمره أنه هو الطفل المدلل، الذي لا يستطيع أن يقوم بعمل أي شيء، وأنه إذا طلب وجد من سيلبي أمره، واذا صرخ وبكى لأن حوائجه لم تُلبَّ يُسكت على الفور، ليكبر هذا الطفل، ويصبح شاباً مستهتراً متضخم الأنا، لا يلتفت إلا لنفسه ورغباته يتكل على الآخرين، يكره المحاولة، ولا يفكر أنه من الممكن أن يقوم هو بخدمة نفسه. فهو يرى أن الجميع مسخر له ولخدمته، لأنه لا يعرف ولا يستطيع ولم يعتد على ذلك.
  • السبب الثاني: الرسائل السلبية التي تتكرر على مسامع الأطفال، سواء كان من المنزل أو من المدرسة أنهم لا يستطيعون وأنهم متعبون وأنهم مشاغبون، وغيرها من الألفاظ التي تقال أمام الأبناء، ولا يدرك المربي خطورتها في تشكيل القناعات تجاه الذات، وتأثيرها على ذوات أطفالنا، وكيف أنها ستشكل شخصية مهزومة مهزوزة تخاف المبادرة ودائماً سلوكها انسحابي.
  • السبب الثالث: طلب الكمال والمثالية المطلقة من أحد المربين لأبنائهم ورفض أن يقع هذا الطفل في الأخطاء وعدم تقبل أخطائهم يجعل هذا الطفل يكره المحاولة والوقوع بالخطاء خوفاً من أن يخسر مكانته أمام المربي، بالإضافة إلى شعوره بالعجز لعدم قدرته على تحقيق الكمال المطلق الذي يطلبه المربي منه.

ومن هذه الأسباب التي طُرحت، وجب علينا كمربين أن نتأمل ممارساتنا التربوية وطرق حوارنا مع أبنائنا وكيف حرصنا على تنشئتهم، وخاصة في أول سنوات عمرهم، لأن هذه السنوات هي المدرسة الأولى للطفل التي من ضمنها سينطلق نحو المجتمع ليقوم بإكمال بنائه والنهوض به. نحن بحاجة لطاقات شبابية عالية ومهام عالية، لا تعرف الاستسلام ولا التقاعس، لديها أهداف سامية للنهوض بأمتها، ولن يتحقق ذلك إلا إذا نهض المربي وقام برسالته وأداء أمانته على أكمل وجه.