﴿يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا﴾ [البقرة: 20]
لم يكن لمعان البرق؛ للإضاءة والإبصار، وإنما هو عذاب يكاد يخطف الأبصار، فأي مشي سيكون فيه!
فكأن كل بارقة تلامس أبصارهم تستنهض مشيهم؛ فلا يتمكنون من رفع أقدامهم خطوة واحدة للأمام، حتى يكون الإظلام؛ لذلك قال في محكم البيان: “وإذا أظلم عليهم قاموا” ولم يقل: “وقفوا”.
مع أن المتوقع في سياق النظم أن يكون “وإذا أظلم عليهم وقفوا”
فالعربية تفرق بين الوقوق والقيام، إذ القيام يكون من نهوض الجالس، والوقوف والتوقف انقطاع عن حركة.
ومن بلاغة القرآن، استعمالُه قاموا؛ ليشير إلى استمرار القيام منهم، مع حرصهم الشديد على المشي من خلال استعماله “كلما” مع الإضاءة، و ” إذا” مع الإظلام.
فكأنه بذلك يستهلك طاقاتهم بالتأهبِ المستمرِ بالقيام، دون أثر للمشي منهم في هذا المقام!