وصايا للزوجة المسلمة : جاء في صحيح الجامع عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ: “إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت”، إن المرأة في الإسلام هي الأم والأخت والابنة والزوجة، وهي شريكة الرجل في تحمل مسؤوليات الحياة، وقد كلفها الله مع الرجل بتربية الأولاد وتنشئتهم تنشئة صالحة سوية، وجعل لها حقوقا وواجبات، كما جعل للرجل حقوقا وواجبات.
قال تعالى: { يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير } [الحجرات: 13]، وقال ﷺ: “كلكم راع ومسؤول عن رعيته؛ فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته، والرجل في أهله راع وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها”؛ (رواه البخاري).
وصايا النبي ﷺ للمرأة المسلمة
أوصى الرسول الكريم المرأة المسلمة في هذا الحديث بعدة وصايا حتى تفوز بجنة ربها :
- وأولى هذه الوصايا: المحافظة على الصلاة؛ لأن الصلاة من أعظم العبادات التي أوجبها الله على عباده، وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، وهي عماد الدين، ولا تسقط بأي حال عن الرجل والمرأة؛ جاء في الحديث الصحيح: ((من حافظ عليها، كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة))، فالمرأة الصالحة إذا استشعرت أجرها عند ربها، وأخلصت عملها، وبادرت إلى صلاتها في وقتها، فازت بجنة ربها؛ قال تعالى: ﴿ والذين هم على صلواتهم يحافظون * أولئك هم الوارثون * الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون ﴾ [المؤمنون: 9 – 11].
- وثانية الوصايا: صوم رمضان، وهو فرض عين على كل مسلم ومسلمة؛ قال تعالى: ﴿ يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ﴾ [البقرة: 183]، وقال ﷺ: ((من صام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه))؛ [رواه البخاري]، فهنيئا لك أيتها المرأة المباركة صيامك وقيامك، وصبرك وعباداتك.
- وثالثة الوصايا، اجتناب الزنا؛ لأنه من أعظم الكبائر والذنوب، أمر الله عباده باجتنابه واجتناب الطرق المؤدية إليه؛ قال تعالى: ﴿ قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون * وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ﴾ [النور: 30، 31]، وقال ﷺ: ((من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه، أضمن له الجنة))؛ [رواه البخاري]، وخص اللسان والفرج؛ لأن الإنسان مجبول على شهوة الكلام والجنس.
- ورابعة الوصايا: طاعة الزوج؛ لأن للزوج مكانة عظيمة في الأسرة؛ كما قال تعالى: ﴿ الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم ﴾ [النساء: 34]، والزوجة الصالحة من حافظت على بيتها، وصانت فرجها، وأطاعت زوجها بالمعروف؛ قال ﷺ: ((ألا أخبركم بنسائكم في الجنة؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: كل ودود ولود، إذا غضبت، أو أسيء إليها، أو غضب زوجها، قالت: هذه يدي في يدك، لا أكتحل بغمض حتى ترضى))؛ [صحيح الترغيب]، وإن من أهم صور الطاعة التي تجب على الزوجة طاعته إذا دعاها للفراش؛ جاء في صحيح البخاري عن النبي ﷺ: ((إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه، فأبت، فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح)).
ما المقصود بطاعة الزوج ؟
من طاعة الزوج أمور منها :
- استئذانه عند الخروج.
- والقيام بخدمته بالمعروف؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: “ويجب على المرأة خدمة زوجها بالمعروف من مثلها لمثله، ويتنوع ذلك بتنوع الأحوال، فخدمة البدوية ليست كخدمة القروية، وخدمة القوية ليست كخدمة الضعيفة”؛ [مجموع الفتاوى: 34/ 91].
- ومن الطاعة عدم إدخال أحد في بيته إلا من يرضاه؛ قال النووي رحمه الله: “ومعنى: “ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه”؛ أي: لا يأذن لأحد تكرهونه في دخول بيوتكم، والجلوس في منازلكم، سواء كان المأذون له رجلا أجنبيا، أو امرأة، أو أحدا من محارم الزوجة، فالنهي يتناول جميع ذلك”.
أسأل الله تعالى أن يكرمنا وإياكم بكل خير، وأن يعيننا جميعا على اغتنام أوقاتنا وأعمارنا، وصحتنا وشبابنا فيما ينفعنا، وأن يجعلنا من المتبعين لهدي رسول الله ﷺ، وأن يصلح لنا ولكم الذرية، وصلى الله على سيدنا محمد.