الروايات من أكثر الكتب مبيعا في المكتبات ومعارض الكتب، رصدت هذه المعلومة بنفسي أكثر من مرة في السنوات الأخيرة، ولهذا أسباب كثيرة سنحاول التطرق إليها لاحقا. لكن هذه الكثرة أنتجت غثاء روائيا كغثاء السيل يصعب أحيانا تجنبه في ظل طرائق التسويق الجديدة للكتب، مما يجعل كثيرين يصابون بخيبة أمل بعد قراءة بضع صفحات من روايات تورطوا بها.. وبأثمان باهظة.
هنا أحاول أن أضع بعض الاقتراحات لاختيار رواية لا نُصاب بخيبة أمل كبيرة على الأقل عندما نشرع بقراءتها.. والقائمة بانتظار المزيد من اقتراحاتكم:
– قوائم الأفضل مبيعًا..
ثق ولكن بحذر! كثيرون يتتبعون قوائم الأكثر مبيعا لاختيار كتبهم ورواياتهم، لكن هذه القوائم أصبحت غير دقيقة، فلا يوجد مرجعية حقيقية معتمدة وموثوق بها لها، وغالبا ما تعتمد على حسابات خفية ما بين دور النشر ومعدي هذه القوائم. لكنها على الأقل تعطي بعض الإشارات على طريق الاختيار.
– عدد الطبعات
عدد طبعات رواية ما من الإشارات الدالة على رواج وانتشار الرواية، لكنها لا تعني جودتها أبدا، فالامر أيضا غير دقيق وغير موثوق به. أخبرتني مؤخرا روائية أن روايتها قد حققت الطبعة السابعة خلال سنتين، لكنني وجدت نسخا كثيرة من الطبعات الأولى والثانية والثالثة مكدسة في جناح دار النشر التي نشرت الرواية!
– اسم الكاتب وشهرته.. وكم خدعنا!
نعم.. أنا شخصيا يهمني اسم كاتب الرواية وشهرته، وكثيرا ما شرعت بقراءة رواية قبل غيرها، لأنني أفضل هذا الكاتب على سواه، وكم خدعت، وكم خاب أملي، وكم تأخرت في قراءة روايات فاتنة حقا، فقط لأنني لا أعرف مؤلفيها من قبل!
– مراجعات الصحف.. زمان!
في سنوات مضت، وفي عصر ازدهار الصفحات والملاحق والمجلات الثقافية، كان الصحافيون يخصصون مساحات واسعة من مطبوعاتهم لمراجعات الروايات بدقة وبروح علمية حصيفة. وما زلت أتذكر واحدة من أجمل المطبوعات العربية على هذا الصعيد، وهي مجلة «الكتب وجهات نظر»، لكن هذا زمان ولى، ولم نعد نقرأ هذه الأيام إلا بعض المراجعات القليلة الجميلة، إذ تعتمد كثير من الصحف على نشر ما يردها من دور النشر من نشرات جاهزة لمراجعات الروايات!
– الجوائز..
في العقود العربية الأخيرة كثرت جوائز الرواية وقوائمها القصيرة والطويلة، ونجحت تلك الجوئز في دفع كثير من الروايات وأصحابها الى واجهة الشهرة والنجومية والانتشار.. لكن قلة منهم استحقوا ما وصلوا إليه. شخصيا لم أعد أثق إلا قليلا بالروايات الفائزة بالجوائز منذ أن قرأت رواية وصلت للقائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية، وشعرت بغثيان مرضي حقيقي، بعد أن انتهيت من قراءة 20 صفحة منها. الحمد لله أنها لم تفز بالجائزة على الأقل!
– غود ريدز..
تنوع مفيد وتعددية ذكية عطايا الانترنت الثقافية لا حدود لها تقريبا، ومنها هنا موقع غود ريدز www.goodreads.com، الذي يقدم لمتصفحيه آراء القراء المحترفين وشبه المحترفين بعبارات سريعة وقرارات موجزة.. زيارة لصفحة الرواية المستهدفة في هذا الموقع لا تضر إبدا!
– العنوان.. ليس بالضرورة
كم مرة اخترت رواية بناء على أعجابي بعنوانها؟ مرات كثيرة.. وغالبا ما تنجح الخطة، لكن في مرات قليلة واجهت الفشل. الروائيون الحقيقيون يعرفون كيف يختارون عناوين جميلة لرواياتهم.. لكن أحيانا يتدخل الناشر من أجل التسويق وحسب، فتفسد الخطة!
– توصيات الأصدقاء.. ليس دائمًا
ثق بأصدقائك في كل مجريات حياتك إن شئت، لكن إن اقترح عليك احدهم قراءة رواية ما، فلا تأخذ اقتراحه على محمل الجد إم لم تعرفه قارئا جيدا، واختلاف الرأي في الرواية لا يفقد للصداقة قضية.
– الغلاف
جاذبية الغلاف الجميل أو المثير قد ينجح في ترويج رواية ما، أو على الأقل لفت نظر القارئ إليها. ولهذا يتعب الكتاب في البحث عن أغلفة جميلة لكتبهم. أخبرتني الكاتبة أحلام مستغانمي مرة عن الجهد الكبير، الذي تبذله في اختيار تصميمات أغلفة رواياتها، وهو جهد روبما يوازي جهدها في الكتابة!
– التصفح السريع.. للمحترف
لابد لمن تمرس في قراءة الروايات من التعرف على الرواية ومستواها من مجرد التصفح السريع لها؛ فقرة من هنا، وسطران من هناك.. قد تكفيه لاتخاذ قرار شراء الرواية أم غض النظر عنها!
– المقدمة بقلم أحدهم.. من هو؟
من يكتب مقدمة رواية ما تقريظا لها، لا بد أن يكون حريصا على اسمه وسمعته الثقافية، فلا يقدم على هذه الخطوة إلا إذا أعجبته الرواية فعلا، ويرى أنها تستحق الرواج والانتشار والقراءة بالتأكيد. اسم كاتب المقدمة ومستواه ومدى ثقتك بآرائه أمور لا بد أنها تهمك قبل قراءة رواية هو كاتب مقدمتها!
– الخلاصة على الغلاف الأخير
الخلاصة الموجزة المنشورة على غلاف الرواية الأخيرة، قد تعطيك إشارة مهمة على مستوى الكاتب ولغته، ولكن المشكلة أنها خاضعة غالبا لطريقة الناشر في الانتقاء التسويقي وحسب!
– دار النشر.. مهمة نعم مهمة..
فدور النشر المحترمة لا تنشر الأعمال الروائية الموغلة في الرداءة خوفا على سمعتها العامة، وحرصا على ثقة قرائها بها.
– سينما.. سينما
وهذه الطريقة في انتقاء الروايات طريقة ممتعة فعلا، فأنت تختار الرواية بعد أن تكون قد رأيتها مجسدة على الشاشة بشخصيتها، فتذهب لتبحث عن المتعة المضاعفة في قراءة ما وراء تلك الشخصيات من تفاصيل أغفلها صانع الفيلم بما يتوافق والصناعة السينمائية واشتراطاتها.
بقلم الأستاذة سعدية مفرح