من الميزات النادرة التي تتمتع بها قومية السوننكي، هو أنها القومية الأولى التي اعتنقت الإسلام بغرب إفريقيا ، مما جعل الإسلام وتعاليمه من المعززات الرئيسة لهوية المجتمع السوننكي.

دخل شعب السوننكي الإسلام على يد حركة المرابطون، و تشير دراسات حديثة أن جميع أفراد شعب السوننكي اليوم يدينون دين الإسلام في كل ربوع أفريقيا، و يعتنق عموم الشعب السوننكي المذهب السني المالكي.

و اشتهر السوننكيبمناصرة الشيخ الصوفي أحمد حماه الله في مجاهدة الطغيان الاستعماري الفرنسي بالمنطقة، و يعرفون بالاستقامة بالعمل و بالانزواء و صعوبة المعاشرة و بالغيرة على التقاليد و الثقافة.

أصول الشعب 

تتعدد تسميات هذا المجتمع مثل : ( السركولي” و  السوننكي” و  الماركي ) كلها  أسماء لهذه السلالة البشرية التي  تنتشر مجموعاتها في أكثر دول غرب إفريقيا،

و إذا ما تجاوزنا انتشارهم العددي الكثيف في مالي، و قد اختلف علماء الأجناس في محاولتهم تحديد العرق الأصلي للسوننكي، و ذهبوا في ذلك مذاهب شتي و طرائق متعددة، حيث مال بعضهم إلى أنهم جزء من شعب كبير عُرف بإفريقيا بإسم “الماندينكو”، بينما تشير بعض الروايات الشفوية إلي أن جدهم “ماما دينغا” ينحدر من سلالة نبي الله سليمان عليه السلام، و ما تواترت عليه الروايات المرجحة هو أن السوننكي جاؤوا من مصر و تحديدا من أسوان، حيث تحدثت تلك الروايات عن صلات بينهم و بين قبائل النوبه، مؤكدة أن أصل السوننكي من “أسوان” المصرية.

و تختلف تسميات التي تطلق على الشعب السوننكي باختلاف الأماكن التي سكنها المجتمع السوننكي، ففي موريتانيا يسمونهم السوننكي و في السنغال “الساراقولي” و في النيجر “جاغانكا” و في مالي “الماريكا”.

و يتحدث السوننكي اللغة السوننكية و هي لغة منديكية مستعملة في الدول التي كانت تشكل جزءا من إمبراطورية غانا كمالي و موريتانيا والسنغال و غامبيا.

و يرجع لهم الفضل في تأسيس إمبراطورية غانا في حدود عام 770 بعد الميلاد، حيث تزعم خمسة من أبناء هذه المكونة إمبراطورية غانا التي يقارب عدد ملوكها حوالي 24 إمبراطور، و قد شكل اعتناق رابع ملك من ملوك السوننكي للإسلام و اسمه الملك بيسي دفعة كبيرة في إقبال الناس على الإسلام. فقد كان بيسي حاكما عادلا قويا في الحق و منح الإسلام و المسلمين  مكانة معتبرة فبني مسجدا في قصره و قضى على كثير من العادات الوثنية و أنهى طقوس تبجيل و تقديس الملوك التي كانت سائدة.

العلاقة بالمسجد

و قد حول الملك بيسي جزءاً من قصره إلى مسجد و رفع من شأن العلماء و أهل العلم فكان يستشيرهم و يأخذ برأيهم في جميع القضايا التي تتعلق بتسيير سلطته.

اشتهر السوننكي بالاهتمام ببناء المساجد و تشيدها بطرق تليق بمقام المسجد و السهر على نظافتها و تزويدها بالاحتياجات الضرورية، لذا تتميز مساجدهم بحسن المظهر، و ترُجح  الروايات بناء أول مسجد في المجتمع السوننكي في عهد معاوية ابن أبي سفيان.

 

و يتنافس السوننكي في كل من مالي وموريتانيا وسنغال وغامبيا وغينيا مع باقي القوميات على تشييد و عمارة المساجد الفاخرة، التي يتم بنائها و تجهيزها من تبرعات أبناء القومية، و الأغرب في أمر اهتمامهم بالمسجد أنك قد تجد قرية فقيرة للسوننكي يوجد بها مسجد فخم يليق بمساجد المدن الكبيرة.

و قد نقل السوننكيون المغتربون ظاهرة الاهتمام بالمسجد إلي الدول التي يهاجرون إليها، ففي البلدان الغربية التي توجد فيها جاليات سوننكية معتبرة يلعب هؤلاء أدوارا مهمة بخصوص العناية بالمسجد.