كيف يمكن التعامل مع عصبية الطفل؟ هل هناك طرق معينة يمكن اتباعها في ذلك؟ خاصة وأن عصبية الطفل في بعض الأحيان تتحول إلى نوع من السلوك العنيف الذي يؤذي به نفسه أولا قبل أن يؤذي غيره.

يتصرف بعض الأطفال بعمر السنتين أو 4 سنوات مثلا بعدوانية واضحة، ويعزى ذلك الأمر إلى أسباب عدّة، لكن ما هي كيفية التعامل مع الطفل العدواني في هذا العمر؟ فالطفل يمر عادة بمرحلة طبيعية، لكن يصفها البعض بأنها سلوكيات غريبة، وحين نقول طبيعية نقصد أن نموه النفسي سليم، ولكنه يحتاج إلى مزيد من الدعم المعنوي والتصحيحي في طريقة تعبيراته عما يرغب فيه.

طبيعة عصبية الطفل

قبل أن نتطرق إلى الأمور الخاصة بآليات وكيفية التعامل مع الطفل العدواني فيما يأتي أهم المعلومات لفهم طبيعة الطفل قبل التصرف معه بأي طريقة، علينا أن ندرك التالي:

  1. الانفعالات في تلك المرحلة العمرية عند الطفل تكون أكثر حدة من المعتاد.
  2. يكون الطفل شديد العناد.
  3. تظهر علامات شدة الانفعال خاصة في صورة حدة المزاج وشدة المخاوف وقوة الغيرة.
  4. قد يكون سبب شدة الانفعال التعب الذي يشعر به الطفل من كثرة اللعب ورفضه للنوم والراحة، وتناول مقدار أقل مما يحتاجه من الطعام نتيجة الثورة على النظام الثابت لوجبات الطعام، وهي مشكلة شائعة في هذه السن.
  5. شعوره الدائم بأنه يستطيع أن يقوم بكثير مما لا يسمح به الآباء له ويثور على القيود التي يفرضها عليه أبواه، ثم يغضب لأنه يجد نفسه عاجزا عن أداء ما يعتقد أنه قادر على أدائه بسهولة ونجاح.

خطوات ونصائح للتعامل مع عصبية الطفل

فيما يأتي أهم الخطوات والنصائح التي يمكن استخدامها في كيفية التعامل مع الطفل العدواني في عمر السنتين أو أكثر بقليل:
ولذا ينصحك بالتعامل مع عصبية الطفل بالأمور التالية:

  1. التغلب على أسباب الغضب: فالطفل يغضب وينفعل لأسباب قد نراها تافهة كفقدان اللعبة أو الرغبة في اللعب الآن أو عدم النوم أو إهماله وعدم الاهتمام به.. إلخ، وعليك عدم التهوين من شأن أسباب انفعاله هذه؛ فاللعبة بالنسبة له هي مصدر المتعة ولا يعرف متعة غيرها (فمثلا: يريد اللعب الآن؛ لأن الطفل يعيش “لحظته”، وليس مثلنا يدرك المستقبل ومتطلباته أو الماضي وذكرياته).
  2. علينا الاستماع بعقل القاضي وروح الأم لأسباب انفعال وعصبية الطفل بعد أن نهدئ من روعه، ونذكره أنننا على استعداد لسماعه وحل مشكلته وإزالة أسباب انفعاله.
  3. نقدم له من خلال البروفة السلوكية الأسلوب السليم في التعبير عن انفعالاته، ونطلب منه أن يمثلها بعد تشجيعه؛ فمثلا إن كان قد اعتاد أن يصرخ إذا لم يُستجب لطلبه فنقوم بتمثيل نفس الدور (هو يطلب من أمه مثلا أن تحضر له لعبته وهي لا تنفذ له طلبه فيطلب منها بكل هدوء اللعبة مرة ثانية فإن لم تستجب له يقوم هو ويحضرها لنفسه بكل هدوء).
  4. هكذا مجرد تمثيل إلى أن يتعود على ممارسة التصرف الصحيح. وإن وجد الطفل صعوبة بتمثيل الدور فليتم تبادل الأدوار بحيث تقوم الأم بدوره هو والعكس إلى أن يتقن القيام بدوره الأصلي بعد أن يرى أمه وهي تؤديه (ويفضل أن يكون ذلك في جو من المرح والحب والحنان).
  5. مكافأة الطفل بالمدح والتشجيع عند تعبيره عن غضبه بالطريقة السوية التي نعلمنه إياها في لحظة هدوء وصفاء، وإن لم يستجب بعد 4- 6 مرات من التنبيه فيجب معاقبته بحرمانه من شيء يحبه كالنزهة مثلا.
  6. على الأم أن تحضن ابنها الصغير بمزيد من المشاعر الفياضة والعواطف الجياشة التي يستشعر فيها الطفل حنان الأم فتنزل عليه وعلى غضبه بردا وسلاما.
    على الأم، والأب أيضا، العمل على إيجاد منافذ صحيحة يفرغ فيها الطفل المتعصب شحنات الغضب والانفعالات التي لديه بحيث تتناسب تلك المنافذ مع قدراته الفعلية، مثلا الألعاب والأدوات التي تنمي لديه تلك القدرات، ولا نطلب منه أكبر مما يحتمل، ونخرج معه إلى النادي أو أي نزهة كما يمكن أن نجعله يساعد في قضاء بعض الخدمات بالمنزل كمساعدتك في التنظيف أو الترتيب.