أن تحمل الخير للبشرية، وأن تعمل على أن يعم السلام أرجاء المعمورة، أن تعيش في أمان وتحافظ على حقوق البشر بغض النظر عن جنسهم ولونهم ودينهم، تلك هي رسالة الإسلام السمحاء التي يجب أن يقدمها المسلمون للعالمين، تلك الرحمة التي تبتعد عن الغلو والتطرف الذي يحاول البعض أن يلصقه ظلما وبهتانا بشريعة الإسلام السمحاء .

من هذا المنطلق وبهذا المفهوم الوسطي انطلق مشروع ” سلام برازيل ” للتعريف بالإسلام خلال المونديال، تحت رعاية المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية والذي يضم جميع مشايخ ودعاة البرازيل، وتنفيذ اتحاد المؤسسات الإسلامية والذي يضم تحت عضويته 40 مركزا ومسجدا في معظم الولايات البرازيلية، ويمتلك خبرة في مجال التعريف بالإسلام وسط المجتمع البرازيلي، في الشوارع والمدارس والجامعات ومعارض الكتب، ولديه الدعم اللوجستي لتنفيذ هذا المشروع الكبير .

تحت هذا المفهوم العظيم وبرعاية وزارة الرياضة البرازيلية، اجتمع عدد من قادة الديانات المختلفة في استاد ” ماراكانا ” بمدينة ريو دي جانيرو حيث ستقام المباراة النهائية لكأس العالم 2014، ليعلنوا عن حملة تحت اسم ” عالم خال من الأسلحة والمخدرات والعنف والعنصرية “، خلال فترة ستمتد 100 يوم بداية من 19/5/2014 .

وقد مثل المسلمون في هذا اللقاء الأستاذ محمد زينهم رئيس الجمعية الخيرية الإسلامية بمدينة ريو دي جانيرو، وهي عضو باتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل، وألقى كلمة المسلمين الداعية سامي جبيلي مدير الشؤون الدينية بالجمعية، وبين فيها أن الإسلام حمل النور والسلام للبشرية، وأنه دين لايعرف التطرف والعنف، ويحارب المخدرات ويدعو للسلام والأمن، وأن المسلمين يمثلون جزءا هاما من الأمة البرازيلية ويساهمون في نهضتها وحفظ أمنها وسلامتها .

وفي نهاية الحفل قام ممثلو الأديان بجولة في استاد ” ماراكانا “، حيث قال الأب لياندرو لينين أننا سنطلق على كأس العالم اسم ” كأس السلام “، بعدها قام الأطفال بإطلاق بالونات بيضاء رمزا للسلام بين الأمم .

يذكر أن البرازيل من أكثر الدول تقدما في مجال الحوار بين الأديان، وتكريس مفهوم المواطنة والتسامح بين أتباع الأديان المختلفة، وتعد نموذجا حقيقيا للتعايش السلمي بين أتباع الديانات، وتوجد فيها الكثير من المؤسسات المناهضة للعنف والتمييز بسبب العرق أو الدين، وتوجد مواد صارمة في الدستور والقانون بتجريم أي فعل يدعو للتعصب أو العنصرية لأي دين أو لون أو عرق .