اقرأ أيضا:
وهذا “ربعي بن عامر” عندما يذهب إلى “رستم” قائد الفرس ويسأله: ما الذي جاء بكم؟ فيقول: جئنا لنخرج مَن شاء الله مِن عبادِهِ من عبادةِ العباد إلى عبادةِ ربِّ العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام.
فما أحسن أن نلتفت إلى “فقه المكان” فعندما أقف ـ مثلاً ـ وأنظر إلى مثوى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فهذه لحظة نورانية. وأحس أنه حي، وأنني أناجيه، وأنه يسمعني.. وأنا آسف وأحزن عندما يهتم المسلمون بالشكل لا بالمضمون، وبالمظهر لا بالجوهر، وتأمّل فعندما يتحدث الإسلام أو القرآن عن الصلاة لا يقول أداء الصلاة إنما يقول “إقامة الصلاة“.. فنحن نريد إقامة مناسك الحج والعمرة؛ فنعرف فقه المكان، وفقه الزمان، وفقه المناسك.. ونربط الماضي بالحاضر، ونتزود من ذلك بالدروس والعبر العظيمة.. ولاحظ أن المولى- تبارك وتعالى- عندما تحدث عن الزاد في الحج بيَّن أنه التقوى فقال: “وتزودا فإنَّ خيرَ الزَّادِ التَّقْوَى”، وعندما تحدث عن الذبائح قال: “لن ينالَ اللهَ لحومُهُا ولا دماؤُهَا ولكن ينالُهُ التَّقْوى منكم”.
د. محمد عمارة
من أرشيف إسلام أون لاين
المواد المنشورة في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي إسلام أون لاين