للتفريق بين طواف القدوم وطواف الإفاضة :

طواف القدوم هو من أدب الدخول لمكة المكرمة، وهو سنة للحاجّ والمعتمر وغيرهما، فتحية المسجد الحرام هو الطواف.

أما طواف الإفاضة، وقد يسمَّى طوافَ الركن أو طوافَ الزيارة، فهو ركن من أركان الحج، ويؤدَّى بعد الوقوف بعرفة يوم التاسع من ذي الحجة، وأول وقته عند الشافعية من نصف ليلة النحر، وأفضلُه بعد رمي جمرة العقبة وذبح الهدي والحلق أو التقصير، ويكون ذلك ضُحَى يوم النحر. ويجوز الطواف طوال يوم النحر بلا كراهة، ولا آخر لوقته، فلا بد من الإتيان به مهما طال الزمن. وحتى نعرف الفرق بين طواف القدوم وطواف الإفاضة هذه أحكام الطواف للحاج والمعتمر :

أحكام الطواف للحاج والمعتمر

(1) يبتدئ الحاج أو المعتمر الطواف من الحجر الأسود، ويكون البيت الحرام عن يساره، ويطوف سبعة أشواط ، ويرمل في جميع الثلاثة الأول من طواف القدوم سواء كان في الحج أو العمرة ويمشي مشية عادية في الأربعة الباقية، و يبتدئ كل شوط بالحجر الأسود ويختم به ، والرمل هو الإسراع في المشي مع مقاربة الخطى .

(2) من السنة تقبيلُ الحجر الأسود عند التمكن، ومن لا يستطيع أشار إليه بيده على بُعدٍ قائلًا: بسم الله، الله أكبر، الله إيمانًا بك وتصديقًا بكتابك ووفاءً بعهدك واتباعًا لسنة نبيك محمد .

(3) يستحب للحاج أو المعتمر أن يضطبع خاصة في طواف القدوم ، والاضطباع أن يجعل وسط الرداء تحت منكبه الأيمن وطرفيه على عاتقه الأيسر .

(4)حجر إسماعيل جزء من الكعبة لا يصح الطواف داخله بل يجب أن يكون الطواف خارج حجر إسماعيل.

(5) يشترط لصحة الطوافِ الطهارةُ من الحدث والنجس وسترُ العورة؛ فالطواف كالصلاة إلا أنه أُبِيحَ لنا الكلام فيه.

(6) إذا شك الحاج أو المعتمر في عدد الأشواط بنَى على اليقين وهو الأقل.

(7) إذا أقيمت الصلاة المكتوبة تَوقَّفَ الحاج أو المعتمر عن الطواف وصلَّى وعقب الصلاة يطوف مستكملًا الأشواطَ الباقيةَ له ويَبني على ما سبق.

(8) عقب الانتهاء من الأشواط السبعة يؤدي الحاج ركعتين، يقرأ في الأولى بعد الفاتحة سورة الكافرون وفي الثانية سورة الإخلاص، ويكون ذلك خلف مقام إبراهيم إن تَيسَّرَ، وإلا ففي أيّ موضع خالٍ بالمسجد، قال الله تعالى: (وإذ جعلنا البيتَ مَثَابةً للناس وأمنًا واتَّخِذوا من مقام إبراهيم مُصَلًّى وعَهِدنَا إلى إبراهيمَ وإسماعيلَ أن طَهِّرَا بيتيَ للطائفين والعاكفين والرُّكَّع السجود) (البقرة: 125).

الدكتور محمد سيد أحمد المسير أستاذ العقيدة بكلية أصول الدين ـ جامعة الأزهر