بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

لا يجوز الاقتراض بالربا للزواج ، لحرمة الربا ، ولأن هناك أمورا يتحصن بها من يريد الزواج ولا يستطيع كالصوم مثلا ، ولأن الزواج بناء لبيت مسلم فلا يجوز أن يبدأ بما حرم الله تعالى ، فإن كان تائقا يخشى الوقوع في الإثم فيمكنه الاقتراض ممن يقرضه قرضا حسنا .
يقول الدكتور يوسف القرضاوي فيمن اقترض مبلغا للزواج واشترط عليه المقرض أخذ الربا إن تأخر عن سنة في السداد :

إذا كان الشخص تائقًا إلى الزواج، ويخاف على نفسه الوقوع في الإثم أو العنت ولم يجد إلا هذه الطريقة ليتزوج بها ويحصن نفسه، فلا مانع أن يقبل هذا إذا كان الغالب على ظنه أنه سيستطيع الوفاء بهذا القرض لصاحبه قبل مضي السنة، وعليه أن يجتهد في ذلك ما استطاع، فإذا غلب في ذلك وعجز عن التسديد برغم اجتهاده، فنرجو أن يعفو الله عنه ويكون الإثم على الآخذ في هذه الحالة لا على المعطي، ويمكن لإخوانه المسلمين إذا رأوا عجزه عن السداد أن يساعدوه في قضاء هذا الدين، ولو من الزكاة، فهو من الغارمين الذين يستحقون الزكاة بنص القرآن . أ.هـ

ويقول الأستاذ الدكتور حسين شحاته الأستاذ بجامعة الأزهر :

ندعو الله عز وجل للأخ السائل أن يرزقه رزقًا طيبًا حلالاً ليقيم بيتًا إسلاميًا من أول يوم على الطهر والبعد عن الخبائث والحرام. والزواج يا أخي عبادة، وطاعة لله عز وجل، “وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله”.

ولذلك لا يجوز للأخ السائل أن يحصل على قرض ربوي ليبني به بيتًا إسلاميًا، فلا بد أن تكون الغاية مشروعة، والوسيلة مشروعة، ويجب عليه أن يركز في زواجه على الضروريات، فلا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، ويكون الزواج حسب الاستطاعة، حسب وصية رسول الله الذي قال فيها: “يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصيام فإنه له وجاء.

واعلم يا أخي أن الله يحذرنا من الربا فيقول: “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين”، ففي هذه الآية يربط الله عز وجل إيمان المسلم وتقواه بتجنبه المعاملات الربوية. ولا يجوز التعامل بالربا إلا عند الضرورة التي تؤدي إلى مهلكة، أو تصبح الحياة بدونها شاقة، وقد سُدت كافة أبواب الحلال، ففي حالتنا هذه نطلب من الأخ السائل أن يبحث عن أبواب الحلال ليقترض منها، ويقتصد في نفقات زواجه، ونحن على يقين بأن الله سبحانه وتعالى سوف يغنيه من فضله.

ولا يجوز له أن يبني بيته من أول يوم على الربا، فقد قال الله عز وجل: “يمحق الله الربا ويربي الصدقات”، ويتعارض التعامل بالربا مع عبادة الله سبحانه وتعالى، وخصوصًا ونحن جميعًا نؤمن بأن كل حياة المسلم أن تكون وفقًا لشرع الله عز وجل.

والله أعلم.

لجنة تحرير الفتوى بالموقع