الأخت الفاضلة ماجدة، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. شفاك الله وعافاك ورزقك الذرية الصالحة التي تقر بها عينك في القريب العاجل.. آمين.
ذكرت عزيزتي أنك متزوجة منذ 6 أشهر وهذه المدة لا تجعلنا نحكم عليك بعدم القدرة على الإنجاب، فلا نحكم بذلك إلا بعد مرور سنة كاملة من الزواج بدون استخدام موانع للحمل أو انقطاع للعملية الجنسية؛ لذا فلا تقلقي بشأن تأخر الحمل في هذا الوقت، والأمر المهم الآن هو تشخيص وعلاج مرض الغدة الدرقية الذي تعانين منه؛ لأن إهمال ذلك قد يسبب لك مشاكل مستقبلية أنت في غنى عنها.
والبدء في علاج تضخم الغدة الدرقية يستدعي إجراء فحص لهرموناتها؛ فالتضخم قد يكون سببه:
– نقص اليود، الأساسي في تركيب هرمونات الغدة؛ وهو ما يجعل نشاطها أكثر لتوفير احتياج الجسم لهذه الهرمونات.
– زيادة إفراز هرمونات الغدة الدرقية الناتج عن وجود أجسام مضادة لخلايا الغدة؛ وهو ما يجعل نشاطها زائدا عن الطبيعي وتصبح لهذا السبب متضخمة.
– كما لا ننسى أيضا إصابة الغدة ببعض الأورام، لا قدر الله.
وبالنسبة لعلاج هذه الحالة فيعتمد على نوع الخلل، فإن كان الخلل ضعفا في إفراز الغدة الدرقية فالعلاج بسيط وميسر إن شاء الله، ويكون ذلك بتناول هرمون الثيروكسين (هرمون الغدة الدرقية) بجرعة مناسبة يحددها الطبيب المعالج وفقا لمستوى هرمونات الغدة بالدم، وإن كان الخلل هو فرط إفراز الغدة الدرقية فهناك أدوية أخرى تستخدم للعلاج، وذلك بخفض نسبة هرمونات الغدة إلى المستوى الطبيعي.
أما عن علاقة تأخر الحمل بفرط أو ضعف إفراز الغدة فإن أي خلل في إفراز هذه الغدة يؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية، وقد يسبب تأخر التبويض وبالتالي تأخر الحمل؛ لذا يلزم متابعة إفراز هذه الغدة وعلاج الخلل، سواء أكان زيادة أو ضعفا، وبهذا ستتحسن الدورة الشهرية إذا كانت غير منتظمة، وبالتالي تزيد فرص الحمل بإذن الله تعالى.
نصيحتي لك أختي العزيزة هي عمل تحليل لوظائف الغدة الدرقية وعمل أشعة صوتية للغدة، واطلبي من طبيبتك أن تحولك إلى إخصائي غدد صماء؛ نظرا لخبرته الواسعة في هذا الشأن لكي نتمكن من البدء في العلاج، وهذا سيحسن فرصتك في الإنجاب بإذن الله تعالى.
أسأل الله لك الصحة والعافية، وفي أمان الله.
د. عيسى الخثيمي