الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
كفالة الأيتام أخانا الفاضل تُعد من صلب الزكاة، بل إنها تزيد، قال رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم:”أَنَا وكافلُ الْيتِيمِ في الجنَّةِ هَكَذَا. وأَشَار بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى، وفَرَّجَ بَيْنَهُمَا”. رواه البخاري.
ويمكنك كذلك أخانا الكريم أن تخرج زكاتك مقدمًا (أي قبل الموعد الواجب فيه إخراجها) إن كان ذلك لتلبية حاجة الأيتام، ونذكر هنا أن النية يجب أن تعقد قبل الدفع لهم وليس بعده، كأن يخرج الإنسان جزءاً من ماله للأيتام ثم يقول سأحسب هذا المال من الزكاة، هذا لا يجوز لأن الزكاة فريضة يجب توافر النية عند أدائها. تقبل الله منك ورزقك صحبة نبيه الكريم في جنة النعيم، والله أعلم “انتهت فتوى الدكتور عبد الستار فتح الله سعيد.
ونحب أن نلفت نظر أخانا أن هذا لليتيم الفقير؛ فالفقراء من مستحقي الزكاة لا الأيتام بشكل عام، فقد يكون هناك يتيم في غير حاجة للمال، بل قد يكون عنده فائض من مال يزكيه.
و يجوز إخراج ازكاة إلى أولياء أمور اليتامى؛ ليصرفوا هذه الأموال عليهم أو إلى المشرفين على دار الأيتام ليقوموا بصرفها عليهم؛ لأن اليتامى في هذه الأحوال فقراء ومحتاجون يجوز صرف الزكاة عليهم لقوله تعالى: “إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ…”،
والصدقة على اليتيم الفقير أفضل من الفقير الكبير(غير اليتيم)؛ ولكن بما أن الأيتام لم يبلغوا، لا يجوز إعطائهم المال مباشرة؛ لأنهم ليسوا أهلاً لقبول هذه الأموال، وإنما تعطى هذه الأموال من الصدقات والزكوات إلى أولياء أمورهم سواء كانوا أولياء أمورهم أو المشرفين على دور الأيتام.
والله أعلم