الحج إلى بيت الله الحرام كل عام واجب كفائي على أمة الإسلام، ويجب على كل مسلم توفرت فيه شروط الحج أن يحج مرة في العمر، وهو ركن من أركان الإسلام لحديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت يا رسول الله هل على النساء جهاد؟ قال : (نعم عليهن جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة). رواه أحمد وابن ماجة. هذه نصائح للمرأة في الحج.
للحج شروط عامة للرجل والمرأة وهي الإسلام والعقل والحرية والبلوغ والاستطاعة المالية، أما بالنسبة للمرأة وحتى تستكمل جهادها (الحج والعمرة) هذه نصائح للمرأة الحاجة تنفعها إن شاء الله في الحج:
- أول النصائح للمرأة في الحج أن تكون النية صالحة، أي بإخلاصها لله وتنقيتها من شوائب الرياء أو الرغبة في تحصيل المنزلة العالية عند الناس، وتذكري دائمًا أن إخلاص العبادة لله واجب مؤكد؛ فاحرصي عليه كحرصكِ على أغلى شيءٍ في حياتك وزيادة.
- استخيري الله، ومع أنه لا استخارة في شأن الحج؛ فالاستخارة في شأن الرحلة والرفقة ووسيلة النقل. فصلي ركعتين من غير الفريضة، ثم ادعي دعاء الاستخارة، وسمي حاجتكِ عند الله.
- استشيري مَن تثقين بدينه وعقله في توقيت السفر، وشأن الرحلة، والوسيلة المناسبة للسفر والرفقة.
- أبرئي ذمتكِ من حقوق الناس (مظالم الناس ـ ديون ـ أمور أخرى).
- استئذان الوالدين، وطلب الدعاء منهما؛ فإن ذلك من أسباب جلب البركة، واحرصي على اصطحاب المحرم إلاَّ لضرورة فتقدر بقدرها فقط.
- تعلمي مناسك الحج والعمرة ما دمتِ قد شرعتِ في التجهيز للحج، فانتقي المفيد من الكتب وأشرطة التسجيل؛ واحضري مجالس العلم والعلماء كلما سنحت الفرصة.
- ومن النصائح للمرأة في الحج الحرص على ملازمة السُّنَّة في المناسك؛ فلا تفعلي ما يفعله بعض الناس أو المبتدعون، ولكن أدي شعائر الله في حدود كتاب الله وسنة رسوله ﷺ.
- التوبة إلى الله توبة نصوحا من كل المعاصي، وإن كانت التوبة واجبة في كل الأمور إلا أنها أولى كذلك في الحج.
- تخيَّري الرفقة الصالحة التي تعينكِ على أمر الدين، وتذكرُكِ إذا نسيتِ، وتكون عونًا لكِ على العبادة.
- الحذر من رفقاء ورفيقات السوء، فقد يشقون عليكِ، ويفسدون عليكِ عبادتكِ.
- تستري واحتجبي، ولا تزاحمي الرجال، وتذكري كذلك قول الله تعالى (واغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ). (لقمان -19)
- الالتزام بذِكْرِ الله في كل موضع فيما وردت به السُّنَّة، والانشغال بقراءة القرآن والذِّكْرِ وطيب الكلام والدعاء.
- التراحم مع أخواتك المسافرات، والتواصي معهن بالحق والصبر، ووتذكري أن أفضل الخلق في هذا السفر بالذات (الحلم ـ الصفح ـ التسامح).
- حفظ الجوارح عما حرم الله، وبالتالي التنزه عن (السب ـ الكذب ـ الغيبة ـ فضول الكلام ـ النظر إلى ما حرم الله).
- تجنبي الرفث والفسوق والجدال في الحج، قال تعالى: “فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الحَجِّ” “وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى..”.
- الإكثار من التفكر والتدبر؛ حتى تكوني بعيدة عن المعاصي وأقرب لقَبول العمل.
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كلما كانت الظروف ملاءمة للنصح والنصيحة، قال الله تعالى: “والمؤمنونَ والمؤمناتُ بَعضُهُمْ أولياءُ بعضٍ يَأمُرونَ بالمعروفِ وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله”.
- القيام على خدمة الرفقة على قدر الإمكان؛ لأن هذا من مكارم الأخلاق ومن حسن طباع المسلم، وهذا دأب كثير من السلف في السفر خصوصًا في الحج، قال مجاهد (صحبت ابن عمر في الحج لأخدمه فكان يخدمني)، وكان بعض السلف يشترط على أصحابه أن يخدمهم في السفر للحج رغبة في نيل الأجر من الله، ومن هؤلاء: عامر بن قيس وعمرو بن عتبة.
- ملازمة التقوى لله، بالخشوع والانكسار بين يديه، واستحضار مراقبة الله تعالى الدائمة، وملازمة الطاعة له.
- لا تخرجي من بيتكِ متعطرة أو متزينة؛ فإن هذا حرام ولا يليق بالسفر الذي خرجت من أجله في هذه الرحلة الربانية العظيمة.
- يكفيك ثوب تتوافر فيه الشروط الشرعية؛ فاجتنبي الثياب الشفافة التي قد تظهر شيئًا من جسدك أو تصفه، واحذري ما تفعله بعض النسوة من كشف صدرها أمام الأجانب بحجة إرضاع الطفل أو غير ذلك.
- اجتنبي ما تفعله بعض النسوة من الزغردة عند الخروج للحج أو الرجوع منه أو رؤية عرفة أو نحو ذلك؛ فإنه لا يجوز.
- احفظي لسانك طوال الحج أو العمرة مما تقع فيه أكثر النساء من كثرة اللغو والغيبة والنميمة، وملاحظة النساء والرجال من حولها وما يتبع ذلك من إطلاق اللسان فيما حرم الله تعالى.
- احذري دائما الاختلاط بالرجال الأجانب في الخيام أو عند الحمامات وغيرها بالشكل الذي يخدش حياءك، أو يوقعك فيما حرم الله تعالى؛ فبعض أفواج الحجاج تضع النساء مع الرجال الأجانب عنهن في خيمة واحدة.
- احذري المزاحمة في الطواف؛ حتى لا تقعي في معصية الله أو تتسببي لغيرك فيها، واجتنبي ملامسة الرجال أو مزاحمتهم لأجل تقبيل الحجر؛ فتقعي في الحرام لأجل عمل سنّة، وكذلك التزاحم في المسعى، بل احرصي على تجنب ملامسة الرجال، وكوني متصفة بالحياء الواجب في حق المرأة المسلمة ، وتفكري في مدى حرمة هذه المزاحمة والتلاصق والتلامس خصوصاً في أيام الحج والعمرة. و احذري كذلك رمي الجمار في أوقات الزحام الشديد الذي قد تنتهك فيه كرامتك أو تتمزق ثيابك أو تجدين ما تكرهينه بسبب الزحام الشديد؛ بل قد تتعرضين للهلاك.
- احذري من الرَّمَل، وهو الإسراع في المشي عند الطواف والسعي؛ فإنه لا يجوز للنساء؛ بل هو خاص بالرجال فقط، وقد يتسبب في انكشاف عورتكِ وفتنة غيركِ.
- احذري قص شعرك أمام الناس عند المروة وقت التحلل، إذا كان هذا لا يتم إلا بكشف الشعر؛ لأنه لا يجوز كشف الشعر أمام أحد من الأجانب.
- احذري ما يقع فيه بعض النسوة من افتراش الطرقات والأرصفة والنوم عليها؛ فإن هذا لا يليق بالمرأة المسلمة، وكذلك فإنه انكشاف للعورات وخصوصًا أثناء النوم، وكم شاهدنا من نسوة قد انكشفت أبدانهن أثناء نومهن في الطرقات وتحت الجسور العلوية وفي المساجد! بل ومنهن من تنام وسط الرجال الأجانب ـ ولا حول ولا قوة إلا بالله ـ وهذه المخالفة من أقبح المخالفات التي تحدث في الحج.
- احذري رفع صوتكِ أثناء كلامكِ مع محرمكِ أو مع النساء الأخريات، سواء في المسجد أو في الطريق أو في المخيم الذي تنزلين فيه، أو على أبواب دورات المياه الجماعية؛ فكل هذا لا ينبغي للمرأة المسلمة، ويؤدي إلى مفاسد كثيرة، ولا يليق بمقام الحج والمشاعر المقدسة.
- احذري أن تكوني مصدر فتنة للرجال بالخضوع بالقول وتليين الصوت، وتعمد جذب انتباه الرجال بأية صورة من الصور؛ فإن هذا حرام ولاسيما في أوقات الحج والعمرة هذه.
- احذري أن تضيعي وقتك في أيام منى بالتجول بين الباعة والمساومة على الثياب والهدايا وأدوات الزينة،أو أن تقطعي في ذلك ساعات طويلة، بل اجعلي ذلك في أضيق حد، فإن هذه الأوقات أثمن من أن تضيع في مثل ذلك.
- إذا كنتِ قد حججتِ حج الفريضة واعتمرتِ عمرة الإسلام، فإن مكوثكِ في بيتكِ، وحفظكِ لعرضكِ، وكفكِ لشَرِّكِ عن الناس، أفضل -والله أعلم- من تكرار الحج، ومن العمرة في مواسم الزحام إذا كان يترتب على ذلك اطلاع الناس عليكِ، ومزاحمتهم لكِ، ومشقة كبيرة يتعرض لها وليّ المرأة بسبب محاولته حمايتها من الزحام، ومن ملامسة ضعاف القلوب، أو بسبب مساعدته لها عند اشتداد الحر والزحام ونحو ذلك، ولا تكاد توجد امرأة لا تتعرض لملامسة الرجال لها سواء في الطواف أو في السعي أو رمي الجمار أو دخول المساجد والخروج منها. فذهاب المرأة للحج الواجب أو العمرة لأول مرة لا بد منه، وأما التنفل بما زاد عن ذلك فمن نوافل العبادات.
- التعجيل بالعودة بعد الفراغ من النسك؛ لحديث النبي ـ ﷺ ـ (إذا قضى أحدكم نهمته فليعجل إلى أهله) إلا إذا دعت الحاجة أو الضرورة.
- إحضار بعض الهدايا للأولاد (في حدود الطاقة) ودون إسراف؛ لأن ذلك يشيع جوًّا من البهجة والسرور والمودة، وفيه أيضًا تخفيف عن الأهل والأولاد بسبب السفر وطول الغياب.
- وأخيرًا تذكري أن العودة الحقيقة من الحج ليست برجوع الإنسان منا بجسده، سالمًا إلى أهله فقط؛ بل بعودة الإنسان إلى خالقه؛ فاحرصي على عودتكِ إلى الله كحرصكِ على عودتكِ إلى أهلكِ.حفظك الله وتقبل منك.