أصبح الهدف الأساسي من المذاكرة خلال العام هو اجتياز الامتحانات.. وبغض النظر عن الموافقة على هذا المعنى أو رفضه فالنظرة الإيجابية تقول إننا سعداء أن هناك هدفا، واليوم وقد اقتربت الامتحانات فإن هناك سؤالا ملحا هو: فماذا تفعل قبل الإمتحان؟ وما هي المهمات التي يجب عليك القيام بها قبل الامتحان؟

فطلابنا بين اثنين: إما منظم ومذاكر على جدول.. أو غير ذلك، وللأول أقول له: كل ما عليك أن تضاعف من مذاكرتك، فإذا كنت تذاكر 10 صفحات من المادة فعليك أن تجعلها في المراجعة 20 أو 30 حسب مدة المراجعة التي رصدتها.

أما الثاني فأقول له: إلى متى هذه السلبية؟

والحل.. ابدأ في تنظيم نفسك وأعد جدول مذاكرة. وأقدم لكم جميعا يا أصدقائي سبع مهام قبل الامتحان:

1- انتهت المذاكرة:

بمعنى أن بعض الأصدقاء يستمر في المذاكرة إلى آخر يوم كأنه يتعامل مع الكتاب لأول مرة.. وأحيانا يقف أمام فصل أو وحدة في موقف تحدٍّ مستشعرا أنه غير مستوعبها جيدا، ولا ينتقل عنها فلا هو استوعبها ولا ذاكر غيرها.

توقف عن فتح باب جديد أو فصل جديد أو مذاكرة شيء ذاكرته قبل ذلك.. فقط توقف الآن.

2- مراجعة الفهرس:

لتعرف ماذا تفعل قبل الإمتحان؟ أحضر ورقة كبيرة (A4) وضعها أفقيّا أمامك وذلك لكل مادة، واكتب عنوان المادة أعلى الورقة وأخرج منها فروعا بعدد الوحدات، وكل وحدة أخرج منها فروعا بعدد الأبواب، وكذلك كل باب بعدد الفصول.. وهكذا لتصل إلى أصغر جزئية في الكتاب.. لتتكون لديك خريطة جيدة لمادة وقد كتبتها كلها في ورقة واحدة.

وهذه الخريطة ستفيدك جدا في الاستيعاب الكلي للمادة ومعرفة جزئياتها الصغيرة أين تقع على الخريطة.. وكذلك ستفيدك في المهمة التالية.

ارسم خريطة ذهنية لكل مادة على ورقة واحدة، واعمل على استيعاب هذه الخريطة.

3- استخدم النجوم:

تعلم أن هناك فندقا خمس نجوم وآخر أربع نجوم، وهناك فنادق سبع نجوم، بل وهناك فنادق مظلمة بلا نجوم. وبالتالي حتى تعرف ماذا تفعل قبل الإمتحان؟ استخدم النجوم في تقييم استيعابك للمادة من خلال الخريطة السابقة.. أعطِ كل مادة عددا من النجوم حسب الجدول التالي:

النجوم***************
التقييمخمس نجومليلة الامتحانحل أسئلةتحتاج مراجعةقراءة خفيفةلم يتم مذاكراتها

قيم مستوى مذاكرتك ليس على مستوى المادة بالكامل.. ولكن على مستوى جزئيات المادة حتى الصغيرة، لا تقل مادة (س) جيدة، ولكن قل في مادة (س) الجزء (ص) ممتاز والجزء (ع) يحتاج لمذاكرة.

4- ابدأ من أسفل القمع:

والآن رتب أجزاء المادة في القمع المبين حسب النجوم.

وابدأ في المذاكرة من أسفل القمع..

لاحظ أن الترتيب غير متعلق بترتيب المادة في الكتاب، ولكن يمكن أن تذاكر جزءا في الفصل الأول، ثم آخر في الفصل السابع، وبعده جزءا في الفصل الثالث، وذلك حسب ترتيب النجوم في القمع.

اصنع جدول مذاكرة جديدا قائما على الانتهاء من الأجزاء التي لم تتم مذاكرتها بحسب تقديرك لنفسك فيها.

5- عاصفة الأسئلة:

نعم إنها عاصفة سوف تجتاح المادة لتزيل عنها كل ما يحيط بها من غموض، وحتى تعرف ماذا تفعل قبل الإمتحان؟ عليك أن تحصل على بنك أسئلة، وابدأ بكتاب المدرسة لتنتهي من حل جميع الأسئلة المحلولة والنماذج المجاب عنها، ثم التمرينات على كل باب، ثم التمرينات المجمعة، وانتقل إلى كتاب النماذج.. فإذا انتهيت من ذلك كله فاستمر في أي كتاب خارجي يحتوي على امتحانات السنوات الماضية.. حل كأنك في امتحان، قيم إجابتك، وابحث عن مَواطن الخلل، وأعد ترتيب القمع وعدل في عدد النجوم.. فقد يكون هناك جزء أعطيته نجمتين ويستحق خمس نجوم أو العكس.

عند إجابة امتحانات السنين الماضية ارجع إلى الإجابة النموذجية، وذاكرها من جديد واستوعبها.

6- لا تطفئ الأنوار:

هل تتصور أن هناك من يذاكر في الظلام؟! أقول لك رغم غرابة ذلك فإن بعضنا يفعل ذلك.

تدبر معي قول الله تعالى: {وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُورا فَمَا لَهُ مِن نُورٍ} [النور: 40]

ومن أين يأتي النور ونحن نطفئه بأيدينا؟ تريد أن أحل لك هذا اللغز؟

سيحله لك الإمام الشافعي الذي كان يصيب في الرمي 10 من 10 فأصاب يوما 9 من 10 فتاب إلى الله واعتبرها معصية.

وكان يحفظ من النظرة الأولى، ويخفي الصفحة حتى لا تتداخل مع الأخرى عندما يحفظ.

أراد يوما أن يحفظ درسا فاستشعر ثقلا في حفظه.. فذهب إلى صديق له اسمه “وكيع” يشكو له سوء حفظه فابتسم “وكيع” وقال له: اترك المعصية يا شافعي، ثم تلا عليه قول الله تعالى: {يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ} [النور: 35] ، {وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُورا فَمَا لَهُ مِن نُورٍ} [النور: 40].

فذهب الشافعي يفكر: أي معصية ارتكبها فتذكر أنه نظر إلى امرأة فأطال النظر إليها فندم وتاب عن معصيته،

وقال شعرا:

شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور ونور الله لا يُهدى لعاصــي

 عليكم بالصلاة على وقتها.. وغض البصر.. وستر العورات.. وبر الوالدين.. وترك الكذب.

7- مفاتيح السماء:

يقول تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ} [الأعراف: 40]

نعم إن أبواب السماء مفتوحة لمن يطرقها، والله تعالى قال لنبيه: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إذا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186].

والله تعالى يقول: {وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]، إن مفاتيح السماء هي الدعاء.. وإن أعجب شيء يفعله الإنسان أنه يسير في هذه الحياة التي خلقها الله وحده..

أقول لك: “اصحب الله معك، ولا تجعله بعيدا عن تخطيطك وعملك”.. وفر إليه إذا خفت من شيء: {فَفِرُّوا إلى اللهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ} [الذاريات: 50].

عليك بمفاتيح السماء.. (الدعاء)، وتذكر دائما دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ.

أصدقائي.. هيا إلى العمل فإن الله يحب الأيادي التي ترتفع نحوه بالدعاء أن يكون بها الفأس والقلم.

وتذكر دعاء ذي النون (سيدنا يونس عليه السلام): {لا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء: 87]، وتذكروا المهمات السبعة.

أكرم رضا