حظي مسلسل أم كلثوم بالنصيب الأكبر من مشاهدة الجمهور العربي والإسلامي للمسلسلات الرمضانية من بين خمسة عشر مسلسلاً تم طرحها للتصويت.
جاءت هذه النتيجة في استطلاع أجراه موقعنا حول أكثر مسلسلات رمضان العربية التي حرصت الجماهير العربية والإسلامية على متابعتها في شهر رمضان من بين خمسة عشر مسلسلا طرحها الموقع. هذا وقد تلا مسلسل أم كلثوم الذي حصل على 18.8% من حيث نصيب المشاهدة المسلسل السوري “مرايا 2000” والذي حاز نسبة تقارب 12.2% من إجمالي المصوتين، بينما جاء في المركز الثالث المسلسل المصري “الرجل الآخر” وقد حصل على 11.9% من إجمالي المصوتين.
وأوضح الاستطلاع أن مسلسلات رمضان الدينية شهدت تراجعًا كبيرًا في مشاهدتها من قبل الجمهور العربي والإسلامي؛ حيث لم يحصل المسلسل الديني القضاء في الإسلام سوى على 6.6% بينما مسلسل “الطريق إلى القدس” تدنت نسبته إلى 4.4%، وربما يعود ذلك إلى أن القنوات التليفزيونية العربية والإسلامية عادة ما تذيع تلك المسلسلات في وقت متأخر من الليل فيتعذر على الجمهور مشاهدتها.
علاوة على استمرار إنتاج المسلسلات الدينية بشكل تقليدي عقيم دون جودة فنية تذكر؛ مما يجعل المشاهدين يهربون منها إلى مسلسلات أخرى أقل في القيمة الفنية والأخلاقية للموضوع.
وكشفت نتائج الاستطلاع أن الجمهور المتابع للأعمال الدرامية المعروضة في رمضان يفضل متابعة الأعمال التي تتناول قضايا الفساد، حيث ركز مسلسل “الرجل الآخر” الذي جاء في المركز الثالث على كشف انحرافات كبار رجال الأعمال وسوء سلوك الطبقة المترفة، في حين يستقيم هذا السلوك إذا انتبه الناس للآخرة عندما تحل بهم مصيبة كتلك التي حلت بالبطل بعد أن فقد الذاكرة.
أما المسلسل السوري “مرايا 2000” الذي جاء في المركز الثاني فهو امتداد لمسلسل “مرايا” للمخرج ياسر العظم، وجاء على نفس الوتيرة الكوميدية النقدية اللاذعة التي تكشف من خلال الكوميديا مواطن الخلل والفساد الاجتماعي والأخلاقي التي انتشرت نتيجة التغيرات الاجتماعية والقيمية العنيفة التي يشهدها الوطن العربي.
ورغم أن مسلسل “أم كلثوم” الذي جاء في المركز الأول لم يتناول قضايا الفساد بشكل مباشر، إلا أنه عكس حالة “الضد” اجتماعيًا وسلوكيًا، حيث استدعى جو المسلسل زمن الأربعينيات إلى الستينيات من القرن المنتهي، حيث ساد نوع من العلاقات الاجتماعية والأخلاقية بين الناس؛ ارتبط بالأصالة وتماسك الأسرة ووضوح منظومة السلوك والقيم الحاكمة للتصرف، وغيرها مما يفتقده الناس في هذه الأيام، ويفسر الإقبال الشديد على المسلسل في معظم الدول العربية حتى أنه انعكس على أذواق الشباب فأقبل على شرائط الكاسيت لأغاني أم كلثوم، بدلاً من الأغاني السائدة هذه الأيام، وهو الأمر الذي أكده الرصد الإحصائي لأرقام مبيعات الكاسيت في أكثر من شركة وعلى رأسها شركة صوت القاهرة التي تنتج شرائط أم كلثوم.
وجاءت المسلسلات الأخرى التالية في الترتيب للمراكز الثلاثة الأولى في إطار اجتماعي بوليسي أيضا يضع الفساد على رأس الأولويات الدرامية، التي يبدو أنها تعكس صورة لواقع المجتمع العربي، الذي يئن من وطأة البحث عن مخرج للاحتقان الاجتماعي والسياسي الذي يعانيه، وتحاول المسلسلات الدرامية أن تكون أداة تنفيث عن هذا الاحتقان، منعًا لانفجار لا يعلم إلا الله كيف ومتى يتم، وما هي عواقبه؟!
ويبدو من تحليل النتائج أن نظرية أرسطو عن الدراما: “الواقع هو محاكاة للدراما” قد تراجعت بعد أن أصبحت الدراما هي مرايا الواقع العربي!