يعد التطوع شريانا حيوياً في نسيج حياتنا، فهو ليس مجرد فعل إنساني بسيط، بل هو تجسيد للقيم النبيلة والاساسية التي تحدد روحانيتنا وانسانيتنا وتشكل هويتنا. في هذا المقال سنتكشف قيمة التطوع، وكيف يمكن أن يلقى ضوءا مشرقا على حياتنا بشكل استثنائي. يظهر التطوع أن لدينا قدرة على تحسين حياتنا الشخصية والاجتماعية، ويعزز العمل التطوعي كالانتماء والرضا الذاتي، مما يضفي جواً إيجابيا على حياتنا اليومية.
وأظهرت الدراسات أن المشاركة في الأنشطة التطوعية، ترتبط بتحسين الصحة النفسية. ويعتبر وسيلة مهمة للتفرغ للآخرين، بتحسين المزاج وتقوي صلة والترابط المجتمعي وتكوين العلاقات نافعة تقدر قيمة التطوع البناء. وتسهم في تعزيز وبناء قدرات الفرد من اكتسابه وصقله لمهارات والأدوات بشكل احترفي مذهل، فالمشاركة في برامج ومشاريع تطوعية وذات نفع عام وخاص، تعزز من قيمة الفرد وزيادة مستوى الثقة بنفسه، وبالتعلم الذاتي بصفة مستمرة ونمو العقلي والانفتاح الذهني.
وتأتي كلمة التطوع بمعناه الواسع هو مبادرة والسعي والسبق لنفع الاخر بدون مقابل، لتحسين ورفع مستوى خدمات المجتمع، والحقيقة أن مجالات التطوع كثيرة جداً ولا تخطر على بال أحد، وهذا من فضل الله سبحانه وكرمه، ويكفي قول رسوله الكريم ﷺ:” خير الناس أنفعهم للناس” (حديث حسن أخرجه ابن حبان)، وقوله ﷺ:” لا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق”(صحيح مسلم)، وأيضا قوله عليه الصلاة والسلام :” الساعي على الأرملة والمسكين، كالمجاهد في سبيل الله، أو القائم الليل الصائم النهار” (صحيح البخاري)، ولاشك بأن الشرع بما فيه الكتاب والسنة حثت على مبادرة بالتطوع والإحسان إلى الآخر، ونفعه بما يستطيع الفرد منه، فلما لا ندخل السرور على الآخرين، كما يجب عدم إغفال الأجور المضاعفة من الحسنات والملائكة شاهدة وتسجل لمن أحسن وعمل لله، فلم لا نزرع قيمة التطوع في حياتنا وفي أنفسنا وفي مجتمعنا وفي أبنانا، لإشعال منارات للخير والسعادة والعطاء.
أيها القارئ الكريم إذا أردت الخير فاعزم وتوكل على الله، واصنع لك أثرا لا ينفد، ودعوة صالحة لا ترد إجابتها.
وختاماً: إن قيمة التطوع تتجسد في تأثيره المشرق على حياتنا، من رفع روح المعنوية ودفعها نحو الهدف النبيل، وفرصة ذهبية لتطوير وبناء شخصية الفرد، وتحسين صحته، ولنجعل من هذه المعاني والقيم السامية والمبادئ العالية بوابة تغيير تدفعنا نحو تطلعات وآفاق مشرقة.