استشراف المستقبل

حوار مع المفكر والمؤرخ المصري د.عطية الويشي، أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية الزائر بكلية القانون الكويتية العالمية

من خلال 40 عاما بحثا وتنقيبا في ميدان الدراسات المستقبلية ، اشعر بأن اتجاهات عظمى ثلاثة تهيمن على منظومتي المعرفية الى حد الاستسلام لها في رؤيتي للمستقبل البعيد ، ويمكن أن أوجز هذه الاتجاهات (رغم الصعوبة الهائلة في ايجازها نظرا لما تخلقه من تساؤلات عميقة او ساذجة لدى القارئ) على النحو التالي:

في إطار مشروع بحثي لمستقبل المنطقة العربية تبين لي ان هناك 32 متغيرا تؤثر على رسم صورة المستقبل العربي، وعند تحليل هذه المتغيرات يجب تحليل التأثير المتبادل بين هذه المتغيرات، وهذا يعني قياس معامل الارتباط بين المتغيرات خلال الفترة من 2000 الى 2010 ثم من 2010 الى 2019، وهو ما يستدعي بناء جدول استنادا الى جداول فرعية عددها 32 ضرب 31 يساوي 992 جدولا. ويتفرع من كل متغير مركزي متغيرات فرعية يصل مجموعها لكل المتغيرات 128 متغيرا فرعيا.

عندما سئل أينشتاين عن سر اهتمامه بالمستقبل رد قائلا : "ببساطة لأننا سنعيش بقية عمرنا هناك". فهل نهتم نحن - كعرب وكمسلمين - بهذا الحيّز الزمني الذي يُعرّف بأنه "الآتي بعد الحال" ،أم اننا نفضل أن نعيش حاضرنا فقط ،ونهيم في غياهب الماضي؟ ولماذا ينشغل العقل العربي الإسلامي عموما بشؤون الماضي على حساب مشكلات المستقبل؟ هل يمنع الإسلام أو يحرّم الاهتمام بالمستقبل كما يروج له البعض تحت طائلة خطوط حمراء على غرار : التنبؤ والتوكل وعلم الغيب والقضاء والقدر؟