مناقشة ادعاء أن الأحاديث تستنقص من النساء وبيان الإمكانيات المعرفية التي يتيحها صحيح البخاري للباحثين في بناء تصورات أقرب للدقة حول موقع النساء في عصر النبوة
بين التقديس والتدنيس تراوحت المواقف من الإمام البخاري رحمه الله وجامعه الصحيح. فعلى امتداد القرون التي تلت صدور مصنفه، لم يتوان العلماء عن تدعيم الثقة في الجهد الحديثي الذي بذله البخاري لتنقية السنة النبوية من شوائب أهل الأهواء والأمزجة السياسية والعرقية المتقلبة. غير أن فترات النكوص الحضاري شهدت، ولازالت تشهد، تفاعلا مبالغا فيه مع
ما تلقيناه من تراثنا العلمي النفيس منذ فجر الإسلام يمثل حقيقة هويتنا الدينية والثقافية، الحاوي للعزة والمجد والكرامة، وما قرأناه ورأيناه قديما وحديثا من الجهود الحثيثة والعناية التامة بالسنة النبوية – صنو القرآن الكريم – تدوينا وتوثيقا ودفاعا عن بيضتها، وإنما هي في الواقع عناية بالدين وحمايته من الضياع والتحريف. ولقد حفظ الله لنا سنة
شاع في الأيام الأخيرة فيديو بعنوان “حقائق صادمة عن البخاري” نشَره موقع “أصوات مغاربية” وشاركه موقع “قناة الحرة”، وهو ما أثار عددًا من التساؤلات دفعت بعضهم إلى طلب توضيحات علمية حول محتوى الفيديو. يدور محتوى الفيديو على خمس مسائل رئيسة سأوضحها ثم أبين ما فيها. المسألة الأولى: يُظهر الفيديو أن نَسَب البخاري يُحيل إلى أنه