ما معنى الاختلاف؟ الاختلاف الذي نقصده هو الذي لا يحمل معنى المنازعة وهو مغاير للخلاف الذي ينطوي على معنى الشقاق والنزاع
إن من رحمة الله تعالى على عباده أن خلق الإختلاف والتباين، والذي هو في نفسه علامة على وجود الخالق وقدرته وعلى اختلاف مشيئته في عباده وأقداره فيهم
من فقه الاختلاف معرفة الآداب الإسلاميَّة الواجبة في الحوار والجدل
تعاني أمّتنا كثيرا من أمراض التخلّف والتقهقر الحضاري ، لعلّ أخطرها وأضرّها عليها الفُرقة والتمزّق والتنازع، والمطلوب من العقلاء والمخلصين إذًا التنادي بوضع هذه المشكلة على رأس الأولويات لمعالجتها تربويا وثقافيا واجتماعيا وسياسيا والعمل بمطاردة عوامل الفُرقة وبناء ثقافة الإجماع ونشر معاني الوحدة والأخوّة والمحبّة بين مكوّنات الأمة جميعا، وإنما تتمثّل المصيبة في جنوح بعض
جعل الله تعالى الاختلاف بين بني البشر سنة من سننه، فقال سبحانه: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ)، ومن يرى الكون كله يرى الاختلاف باديا فيه، ليدل على توحيد الله الواحد الأحد. وقد كان سلف هذه الأمة يختلفون، لكن الملاحظ على اختلافهم أنه كان اختلاف أفكار وعقول، وليس اختلاف أرواح
ما أسهل أن يتعايش الإنسان مع روحه وتوأمه، مع من يوافقه في أفكاره وتصوراته ورؤاه، فالأرواح جنود مجندة ما تعارف منها اتفق، وما تناكر منها اختلف كما جاء في الحديث. لكن الإنسان لا يمكنه أن ينعزل مع من يساوقه الفكر بعيدا عن المختلفين معه، فضلا عن أن ذلك ليس من منهج الإسلام، فكيف يتمكن
قليلٌ من الناس من يعلم أهمية الاختلاف وتعدد الآراء حول أي موضوع مطروح للنقاش الجاد، حتى أصبح البعض يظن أن تعدد الآراء وتقبل رأي الآخر هو أكبر جريمة في القرن21، بالتالي ينبغي الوقوف بالمرصاد دون أصحابها بحزم شديد. غير أن الواقع في الحقيقة يسعفنا – من حين لآخر- بأشخاص يتقبلون الرأي الآخر بصدر رحبٍ، بل