كتاب تتمة النظام في تاريخ القضاء في الإسلام..، مساهمة جادة في مجال الكتابة حول تطور القضاء في تاريخ الإسلام منذ البعثة حتى وقتنا الحاضر
منفهوم سعي الإنسان على وجه الإرض، وتوجيه القرآن الكريم له، واعتبار سعي الإنسان من عمله، وأن الجزاء والحساب يجريان على السعي.
من خصائص الشريعة الإسلامية أنها اتصفت بالعدل، فالإسلام يدعو إلى العدل ويعطي الجزاء الأوفى للقائمين بين الناس بالقسط، فما هي مظاهر هذا العدل؟
سُنّة طيبة بدأ بها رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام ومن بعده، أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.. وتمثلت في فعل طلب الصفح والعفو من الناس
إشارة إلى صور وأمثلة من عدل هذه الأمة فيما بينها، ومع أعدائها وخصومها، وأهل ذمتها، وسنختار هذه الصور من واقع الأمة من خلال تاريخها الطويل
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: « الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف».
لم يذكر المفسرون ما يستحق نقله هنا. لعل المعنى: اعدلوا عدلاً هو أقرب للتقوى. والمبدأ في التقوى: اتقوا الله ما استطعتم (سورة التغابن 16)، فكان المعنى: اعدلوا ما استطعتم. ولستم مخيّرين بين أن تعدلوا أو لا تعدلوا. اسعَوا للعدل بأعلى درجة من الاستطاعة. فأنتم محاسبون من الله بقدر استطاعتكم. العدل في الدنيا نسبي، وفي الآخرة
يهتم كثير من الآباء والأمهات بتربية أبنائهم وبناتهم التربية الجسدية، فهم يفرحون كلما وجدوا أبنائهم يكبرون أمامهم ويشتد عودهم، وتنموا أجسادهم، وتتضح ملامحهم، وتغاضوا مع ذلك أن يوجدوا في بيوتهم يوسف عليهم السلام بصفاته وكريم خلقه، وحسن العلاقة مع إخوته.
لم يهتم الإسلام بقيمة من القيم اهتمامه بالعدل، فمن أجله أنزل الكتب وأرسل الرسل، قال تعالى : “{لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ } [الحديد: 25] ومما يؤكد اهتمام القرآن بالعدل أننا وجدنا أن الله تعالى إذا طلب منا ثلاثة أشياء كان العدل أحدها ، قال تعالى:” { إِنَّ اللَّهَ
أين الله من هذا الظلم الذي يغطّي الأرض؟”، هذا السؤال أرسله إليّ أحد الشباب المتأثرين بموجة الإلحاد الجديد، التي بدأت بالظهور كردة فعل غير مدروسة على هذه الفوضى والحرائق المشتعلة في كل مكان، والكوارث التي يصنعها طغاة البشر على هذه الأرض، حتى غدت كأنها جحيم لا يطاق. إن السؤال بحد ذاته يعبّر عن حالة
لم تعرف القوانين الوضعية قاعدة: “لا جريمة ولا عقاب إلا بنص” إلا في أواخر القرن الثامن عشر؛ في أعقاب الثورة الفرنسية، أما قبل ذلك فكان القضاة يتحكمون في تحديد الجرائم وتعيين عقوبتها، فيعتبرون الفعل جريمة ولو لم يكن ثمة نص على تجريمه، ويعاقبون عليه بأية عقوبة شاءوا ولو لم يكن منصوصاً عليها. وكان المجربون من
جعل الإسلام أساس العلاقة بين السلطة والشعب يقوم على التكامل فيما بينهما، بحيث لا يمكن أن يستغني أحد الطرفين عن الآخر، فكل منهما يكمل الآخر، ويُكمِّله الآخر. كما لا يُمكن أن ينوب أحدهما عن الآخر في مسؤولياته وواجباته. وقد كان لهذا التكامل أسس وضعها الإسلام وأكَّد على وجودها، وأول هذه الأسس أنه سوَّى بين الحاكم
تعرف على أهمية الاعتدال في حياة المسلم، من الصلاة والإنفاق إلى التدين والمعاش، وفقًا للقرآن والسنة.
أمر الشارع سبحانه الأمة بضرورة إقامة العدل، والقسط في التحاكم والتناصر والموالاة، وشرط فيه أن يكون عدلا خالصا لا يشوبه شيء من المصلحة أو الهوى أو العاطفة، ورسمه منهاجا لهذه الأمة تحقيقا لخيريتها، فكان من كمال هذه الخيرية أن يناديها بدعوة الإيمان إلى مراعاة هذا الأمر العظيم، حيث يقول الله تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا
ليس الإسلام ربانية فحسب ، بل هو ربانية وإنسانية ، سماء وأرض ، وحي وعقل. فإذا غاب الجانب الانساني ظهرت القلوب القاسية والأذهان المتحجرة وغلبة الطقوسية والظاهرية في العبادات والاتّباع عند أهل الدين ، تماما كما حدث لليهود بعد أن طال عليهم الأمد فحوّلوا دين موسى عليه السلام إلى أشكال وقشور وغلظة وعقوبات ، فأرسل
يحلم الإنسان بأمان لا قلق معه وصحة لا يصاحبها مرض وغنى لا يعقبه فقر وزوجة لا تكدر عليه حياته وتدور الصراعات في الدنيا شرقها وغربها من أجل تحقيق شئ من ذلك ومن نال نصيبا منه – ولو ضئيلا- اعتبر نفسه قد فاز فوزا عظيما. و يسأل عن أقرب المسالك لتحقيق شئ من هذه الأمنيات فيجاب
( وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) البقرة : (111) زعمت اليهود أن لا أحد يدخل الجنة سواهم ممن اعتنق عقيدتهم واتبع ملتهم ، واعتقدت النصاري نفس الاعتقاد فلا أحد – في نظرهم – يدخل الجنة إلا من شيعتهم وأتباعهم ،
ليس من اللازم أن يكون لكل واحد من المتنازعين قسط من الحق؛ فالحق قد يكون كله في طرف وليس للطرف الآخر منه حبة خردل، وهنا يكون من الظلم البين اجتراح حق لا أصل له، وتطفيف حقيقة صارخة، بدعوى الإنصاف والنسبية، إن ذلك لظلم عظيم.
سخر الله لأمته في حقبة تاريخية قائدا فذا عظيما ، وفاتحا قويا مهيبا، نشر الصلاح وملأ الأرض عدلا .. هو : ذو القرنين . والذي ارتكزت صفاته القيادية على دعامتين
لقد مكّن الله لداود في الأرض فكان الحاكم الصالح الذي يُنفذ شرع الله ويتخلّى بالأخلاق الكريمة ويعمر الأرض، نستقي من سيرته وتاريخه دروسا بليغة نافعة لكلّ مؤمن وللساعين لإقامة حضارة الإسلام ودولته
الاقتصاد المنظم هو الاقتصاد القائم على قيمة العدل، أي الاقتصاد الذي يحقق العدل في علاقات السوق، كما يحقق العدل في العلاقة بين صاحب رأس المال والعامل. والدولة هي منظم لهذا الاقتصاد، والذي يقوم على إطلاق حرية النشاط الاقتصادي، ولكن طبقا لقواعد تحافظ على حق كل الأطراف المشاركة فيه. والاقتصاد العادل يقوم أساسا على حماية حق المجتمع، وحق الأمة، أي حق الجماعة، فهو يحمي الجماعة من أي استغلال تتعرض له، أو أي وضع احتكاري يلحق بها ضررا. وبهذا يتم حماية الطرف الأضعف في العملية الاقتصادية، وأيضا حماية حقوق الأمة، وحقها في تحقيق التطور والنمو الاقتصادي.