العدل

قد استقرت حكمة الله عز وجل في خلقه وأمره على وقوع التناسب والتآلف بين الأشباه، وانجذاب الشيء إلى موافقه ومجانسه، وهروبه من مخالفه، ونفرته عنه ..

لم يذكر المفسرون ما يستحق نقله هنا. لعل المعنى: اعدلوا عدلاً هو أقرب للتقوى. والمبدأ في التقوى: اتقوا الله ما استطعتم (سورة التغابن 16)، فكان المعنى: اعدلوا ما استطعتم. ولستم مخيّرين بين أن تعدلوا أو لا تعدلوا. اسعَوا للعدل بأعلى درجة من الاستطاعة. فأنتم محاسبون من الله بقدر استطاعتكم. العدل في الدنيا نسبي، وفي الآخرة

يهتم كثير من الآباء والأمهات بتربية أبنائهم وبناتهم التربية الجسدية، فهم يفرحون كلما وجدوا أبنائهم يكبرون أمامهم ويشتد عودهم، وتنموا أجسادهم، وتتضح ملامحهم، وتغاضوا مع ذلك أن يوجدوا في بيوتهم يوسف عليهم السلام بصفاته وكريم خلقه، وحسن العلاقة مع إخوته. إن بيوت المسلمين – على كثرتها مليئة بالمصاحف التي تحتوي سورة يوسف، بل مليئة بالأجهزة

لم يهتم الإسلام بقيمة من القيم اهتمامه بالعدل، فمن أجله أنزل الكتب وأرسل الرسل، قال تعالى : “{لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ } [الحديد: 25] ومما يؤكد اهتمام القرآن بالعدل أننا وجدنا أن الله تعالى إذا طلب منا ثلاثة أشياء كان العدل أحدها ، قال تعالى:” { إِنَّ اللَّهَ

“أين الله من هذا الظلم الذي يغطّي الأرض؟”، هذا السؤال أرسله إليّ أحد الشباب المتأثرين بموجة الإلحاد الجديد، التي بدأت بالظهور كردة فعل غير مدروسة على هذه الفوضى والحرائق المشتعلة في كل مكان، والكوارث التي يصنعها طغاة البشر على هذه الأرض، حتى غدت كأنها جحيم لا يطاق. إن السؤال بحد ذاته يعبّر عن حالة

لم تعرف القوانين الوضعية قاعدة: “لا جريمة ولا عقاب إلا بنص” إلا في أواخر القرن الثامن عشر؛ في أعقاب الثورة الفرنسية، أما قبل ذلك فكان القضاة يتحكمون في تحديد الجرائم وتعيين عقوبتها، فيعتبرون الفعل جريمة ولو لم يكن ثمة نص على تجريمه، ويعاقبون عليه بأية عقوبة شاءوا ولو لم يكن منصوصاً عليها. وكان المجربون من