المقاصد الشرعية

يقول ابن تيمية وغيره من العلماء – ” أن الشريعة مبناها على تحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها”. وهذا هو المقصود بالعبارة الأخرى الأكثر اختصارا واشتهارا وهي: “جلب المصالح ودرء المفاسد”

مسألة "حظ النفس" تتصل بثلاثة حقول علمية هي: التصوف (علم السلوك أو الباطن)، والفقه (علم الظاهر)، والأخلاق (علم سياسة النفس بتعبير فلاسفة اليونان)، والعلوم الثلاثة تدور حول النفس في الحقيقة وحول تصرفاتها وأفعالها المتنوعة. ولو أضفنا إلى المسألة الأبعادَ الاعتقادية ببعض الأشخاص التي يتم تنزيهها عن الحظوظ نكون قد دخلنا في مسائل تتصل بعلم رابع هو "علم الكلام" الذي يناقش العصمة وعدمها، وإمكان وقوع الخطأ من الأنبياء وعدمه.

الاستناد إلى فقه مقاصد الشريعة في تشخيص واقع الأمة، وتقديم حلول ومعالجات لكثير من أزماتها وعللها الشائعة، يمثل توجها واعيا يحرر اتجاهات عريضة من المسلمين والإسلاميين من ضيق القراءات الحرفية للنصوص الشرعية، إلى سعة مقاصد الشريعة وأصولها الكلية، للخروج بالأمة من أزماتها وأمراضها المتفشية، وتحريضها على الاشتغال النظري والعملي بفقه العمران الذي يضعها على مصاف الأمم الحية كما كانت في سابق تاريخها المشرق.