تدبر

آية عظيمة في تربية النفوس وتزكية القلوب لمن تدبرها بإمعان.. يوسف بن يعقوب بن إسحاق، الكريم ابن الكريم ابن الكريم، يرى برهان ربه في الجب، وتأتيه ألطافه، ثم يرى برهان ربه ثانية في القصر، ويسأل ربه السجن؛ خلاصا من كيد امرأة العزيز وصويحباتها فيقول: رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ

نطرح هنا عدة كليات أساسية في منهجية تدبر القرآن للراشدين، الذين يستطيعون التعامل بوعي أكبر مع القرآن الكريم، وإدراك مقاصده ومعانية الشاكلة، وسوف نطرح هذه الكليات مع نماذج تطبيقية مختصرة وعلى القارئ التمرن على القراءة من خلال هذه النماذج والتوسع فيها. الكليات الأربع لتدبر القرآن مع نماذج وتطبيقات الكلية الأولى: تحديد المقصد العام للسورة

ثمة حالة من القطيعة المعرفية بين الأمة المسلمة وبين القرآن الكريم، ما أنتج غيابا حضاريا كاملا بحسبان القرآن وإجادة التعامل معه وفهم منهاجه وتدبر حِكَمِهِ هو أصل كل رقي حضاري يمكن أن تصل إليه الأمة.. وبرغم الحرص الشديد الذي يصل في بعض الأوقات ربما إلى درجة المغالاة في إظهار التقديس والتعلق بمظاهر العناية بالشكل، فإن

يتصور كثير من الناس عند قراءته للقرآن أنه يتوجب عليه حتى يفهم القرآن أن يقرأ في كتب التفسير في كل آية وكل كلمة، فهو لا يستطيع أن يفهم أي شيء في القرآن حتى يعرف تفسيرها من كتب التفاسير، فيقف عند المعنى اللغوي والمعاني الاشتقاقية والمعاني الورادة عن السلف والعلماء في كل كلمة من كلمات القرآن، وهذه التفيكر المسبق يجعل الإنسان مغلق الفهم حتى في المعاني التي لا تحتاج إلى تفسير أو بيان..

يتناول المقال بعض العوامل التي تساعد على تدبر القرآن الكريم، كما أنه يبرز مقاصد تدبر القرآن الكريم في الشريعة الإسلامية.

القرآن الكريم وعلومه حاضران في دراسات كليات الشريعة وأصول الدين في الجامعات العربية والإسلامية، متواجدان في الرسائل العلمية و الأطروحات الأكاديمية والندوات والأمسيات الثقافية والمقالات الفكرية ، لكن حضورهما كثيرا ما يأخذ طابعا إما : رسميا ً، بمعنى : أن هاهنا مسلمين مهتمين بالقرآن وعندهم شغف به وبعلومه ، متحمسين لتعاليمه مؤمنين بأحكامه ، و