غرناطة

دب الضعف في أوصال دولة الإسلام في الأندلس، وسرى الوهن في أطرافها، وراح العدو القشتالي يتربص بها، وينتظر تلك اللحظة التي ينقضّ فيها على الجسد الواهن، فيمزقه ويقضي عليه، لم تصرفه القرون الطوال عن تحقيق أمله الطامح إلى إزالة الوجود الإسلامي في الأندلس، فلم يكد ينتصف القرن السابع الهجري حتى كانت ولاية الأندلس الشرقية والوسطى في قبضة النصارى القشتاليين، وأصبحت حواضر الأندلس الكبرى أسيرة في قبضتهم؛ حيث سقطت قرطبة وبلنسية، وإشبيلية، وبطليوس، وهي حواضر كانت تموج علما وثقافة وحضارة.

من أمتع ما يمضي القارئ الوقت في قراءته: السير الذاتية، التي توثق حيوات أناس من الناس الذين أضافوا إلى هذه الحياة شيئاً حسناً أو سيئاً، من الزعماء والعلماء والشعراء والقصاص وأصحاب التجارب المختلفة.. ففيها كثير من المتعة، والجمال، ويعثر القارئ في أثنائها على الكثير مما يلفت النظر ويثري الفكر.