فقه الواقع

الفقيه يبحث في الأدلة الشرعية وينظر فيها، ويستخرج منها ما دلت عليه من أحكام تتعلق بأفعال العباد وتصرفاتهم
المستفاد من الإرسال باللسان الخاص، وهو المتداول المعروف في نظمه وشعوره وإيحاءاته لدى المرسل إليهم، هو تقريب الدعوة للمُتلقين، من أجل سد منافذ النكوص، وإقامة الحجة، وإيضاح المحجة، فلا يبقى عذر لمعتذر، ﴿ وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم﴾

إن عبارة (لااجتهاد مع النص) أو (لا اجتهاد في معرض النص) فهمت فهما خاطئا، فاجتهادات الفقهاء كلها في النص، أي في فهم النص، واستنباط الحكم منه بطريق من طرق الاستنباط

كتاب صدر في العقد التاسع من القرن التاسع عشر، يصفه المفكر الراحل الدكتور محمد عمارة بأنه "نص من نصوص فلسفة الحضارة والوعي بالتاريخ، وفقه الواقع"

إن الغاية التي يناشدها الفقه الإسلامي أن يجيب عن سؤالات يطرحها واقع حياة الناس في معاشهم وديانتهم وتعاملاتهم، جاء السؤال عنه أو لم يأت، لأن الفقه تأطير شرعي للواقع المعيش والظروف المحتفة به، ويشمل هذا الواقع واقع الأفراد والجماعات، والدول والمؤسسات. بل لا ينمو الفقه وتينع ثمرته، حتى تؤتي أكلها كل حين بدون التفافه على

إن الفقه الحق لا بد أن يكون واقعياً، يعرف الواقع ولا يجهله، يلتفت إليه ولا يلتفت عنه، يُعمله ولا يهمله، يبني عليه ولا يبني في فراغ. ويتم ذلك على وجوه، منها: 1- تحقيق المناط: ولست أعني به المعنى الضيق الذي ينحصر في الكشف عن وجود علة الأصل في الفرع لإجراء القياس به. ولكني أعني به