إن آيات الله في الكون متعددة ومتنوعة، توضِّح لنا مدى قدرة الله في كونه، سواء كانت هذه الآيات جالباتٍ للنعم أو جالباتٍ للنقم، فإن العقل المسلم يتلقى مثل هذه القضايا بالإذعان والتسليم لها بل يتعدى ذلك إلى استثمارها بإصلاح جوانب الخطأ
يحتاج المسلم في هذه الأيام في مناحي الحياة كلها إلى مزيد من الحيطة والحذر، وكثيرا ما يُؤتى الإنسان من قلة حذره أو عدم أخذه بمبادىء السلامة والاحتياط
حين تقع المصائب مثل الزلازل والأعاصير فإن الناس يختلفون في تلقيها، وتتضارب آراؤهم في تفسيرها وبعض الناس – مع الأسف - لا يرى في هذه الابتلاءات إلا عقوبات لأصحابها والحق أن هذا ليس بلازم، والأمر قد يكون خلاف ذلك..
هذه بعض الدروس القرآنية من الكوارث والمحن والتي على المسلم أن يتدبرها ويعيد التمعن والنظر فيها
إن من ألطاف الله بعباده أن يرسل عليهم البلاء حتى يختبرهم فقليلي الإيمان والمعرفة بالله يصيبهم السخط وهؤلاء لا يرون حكمة الله في أقداره
مما يسلي أهل المصائب أن المصاب إذا صبر واحتسب وركن إلى كريم رجاء أن يخلف الله تعالى عليه فإن الله تعالى لا يخيبه بل يعوضه ..
ما الدروس المستفادة من قصص صبر الأنبياء على البلاء .. يعقوب عليه السلام في قصته مع يوسف عليه السلام ومن ابتلاء أيوب عليه السلام ؟
التدبيرات الإلهية عجيبة لمن أراد أن يتأملها، بها ينهي الله مصيبة، أو بها تتهيأ أرضية لبعث جديد، يصلح العباد والبلاد، لاحظها في قصص موسى - عليه السلام - مع فرعون، أو قصص صناديد قريش مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وكيف تحولوا لمجرمين عتاة، أهلكوا الحرث والنسل. ثم لاحظ التدبيرات الإلهية كذلك مع سيف الدين قطز ومجرمي المغول، والأمثلة أكثر مما يمكن حصرها هاهنا..
من تسلية أهل المصائب أن ينظر المصاب في كتاب الله وسنة رسول الله، فيجد أن الله تعالى أعطى ـ لمن صبر ورضي ـ ما هو أعظم من فوات تلك المصيبة بأضعاف مضاعفة، وأنه لو شاء لجعلها أعظم مما هي.
لفظ المصيبة في الاستعمال القرآني يأتي عاما ليشمل الخير والشر لكن في الغالب يستخدم بالمعنى الخاص ليدل على الشر
صُدمت حينما قرأت لأحد الدعاة حكايته عن إحدى السيدات المُسِنَّات عزوفها عن أداء الصلاة، والصدمة ليست في تركها الصلاة، فكم من تارك للصلاة، ولكن في سبب تركها الصلاة ، لقد نقل عنها قولها : أخاف إن صليت أن يموت أحد من أولادي ! وأضاف الداعية : كثيرون جدا من المثقفين والمتعلمين يفعلون مثل فعلها، ويقولون ما يشبه قولها؛ بخوفهم من الالتزام الذي يظنون أنه سيؤدي لا محالة إلى ضياع دنياهم.