كيف كانت حياة المأمون والحركة العلمية في تلك العصور التي شهدت نهضة حضارية كبيرة، فقد كان المأمون محبًا للعلم والأدب والفقه والعلوم ككل
من الظلمات التي تناولتها كتب الأخبار ومصنفات التاريخ الإسلامي : محنة خَلق القرآن، وما تلاها من تصفية جنونية للأئمة والعلماء، وسطوة على منافذ الفكر الحر والحق في اختلاف الرأي والتعبير، وتمكين ضعاف النفوس من رقاب الكفاءات للزج بها في أتون العسف والقهر.
تقرير فكرة استنجاد المأمون وغيره بالفكر الأرسطي لمواجهة (الغنوص المانوي والعرفان الشيعي) يستبطن مسألة قد لا تكون مسلمة لدى الجميع، وهي أن العقل العربي كل أدواته الدينية والفلسفية لم يكن قادرا على مواجهة هذه الأفكار، وهنا يطرح سؤال من قبيل: هل كان ذلك قصورا في الأدوات المعرفية للثقافة العربية والإسلامية أم تقصيرا في استكناهها وإنتاج فلسفة ذاتية من داخلها لمقاومة تلك الأفكار الخارجة على نسقها المعرفي؟