إشكالية المصطلح وتنازع دلالاته قديمة جدا، بدأت منذ وعى الإنسان قيمة اللغة ومكانتها في الفكر، ذلك أنه كما يقال: “في البدء كانت الكلمة”، وفي سرد القرآن الكريم لقصص الأنبياء مصداق ذلك، فقوم نوح يرمونه بالسفه ويصمونه بالضلال، ويلجأ هو إلى نفي هذه الصفة عنه، لأن رميه بها يؤثر على سمعته ويجعل مشروعه الإصلاحي منفرا، وإذا
سُئل الإمام الشافعي رحمه الله : أيهما أفضل للرجل أن يُمكّن أو يُبتلى ؟ فقال : " لا يُمكّن حتى يُبتلى ".
دخل بنو إسرائيل أعزاء كرماء سادة في جوار أخيهم عزيز مصر يوسف الصديق -عليه السلام، ثم ما لبثت أن تبدلت بهم الأحوال وساءت بهم الظروف حتى اتخذهم فراعنة مصر عبيدًا وساموهم سوء العذاب. ومن الواضح أن بني إسرائيل حافظوا على نقاء عرقهم، ولم يختلطوا بالمصريين بالزواج حيث النسب والمصاهرة، وذلك رغم مئات السنين بين دخولهم