متى تبدأ تربية الطفل؟ هل تبدأ التربية منذ الولادة؟ هل تبدأ بعد فترة الرضاعة مثلا أو عندما يبدأ الطفل في الوقوف على أرجلة ويتعلم المشي؟ وهل هناك سن معين ينبغي اعتماده للبدء في تربية الأطفال؟ أسئلة كثيرة قد تخطر على بال الأمهات والآباء أيضا؟ فكيف تكون هذة التربية ومتى تبدأ فعليا؟

أولا وقبل كل شيء، علينا أن نفةم ما معنى كلمة تربية، وةل ةي كلمة شاملة أم إنةا كلمة تتسم بالخصوصية..فةي مما لا شك فية كلمة شاملة وتحتوي بداخلةا على مفوةمين من أةم الأمور في حياة الانسان وةما التعليم والرعاية.

  • أما التعليم فإما تعليم دينى أو تعليم دنيوي
  • و أما الرعاية فهي رعاية من كافة النواحي بدنية وعقلية وأخلاقية

فإذا استطاع كل منا أن يحافظ على التعليم والرعاية فقد قام بعملية التربية بطريقة صحيحة وناجحة بفضل الله.

التربية منذ الولادة  من “لا” و”نعم”

وقد يعتقد البعض بأن التربية هو أن يقسوا الآباء على أبناءهم ولكنها مفهوم خاطئ لأن القسوة لاتؤدي إلى تربية الطفل ولكن فى بعض الأحيان تقوم بعملية كبت للطفل ولكننا في أسلوب التربية نحتاج إلى شئ من الشدة والحزم .

لنتذكر عملية زرع أي نبات فإن علينا قراءة مايساعدنا على ذلك ونرى في بعض الأحيان أن بعض النباتات تحتاج إلى ربطها بعصا حتى لاتميل مع الرياح فهل اذا رأينا هذا نقول انها قسوة وعدم رأفة بالنبات؟ بالطبع لا، لأن النبات فى حاجة إلى ذلك. كذلك الطفل فى تربيتة يحتاج إلى الشدة في كثير من الأحيان خاصة في الصغر عند بداية تربيته.

الطفل يبدأ بالبكاء مباشرة إذا أخذنا منه شيئا ما، وهذا دورنا في تعليمة مايجب أن يأخذه وما يجب عليه ان يتركه. الطفل لا يعلم الفرق بين الشئ النافع والضار بالنسبة له، وبالتالي عليه الاستماع إلى كلام والديه أو كل من هو أكبر منه وله احترامهن وعلى الأم أن لا تصغي إلى مطالبه في كل الأوقات وأنه يجب عليه أن يعرف أن هناك كلمة “لا” كما هناك كلمة “نعم”.

يجب على الطفل أن يعرف تعبيرات وجه الأم مثلا، فإذا فعل أمرا جيدا ابتسمت في وجهه، وإن فعل أمرا خطأ لا يجب أن تبتسم الأم أمامه أو تضحك له، بل يجب أن تذهب إليه وتصحح له خطأه.

كثير منا عندما يصدر من الطفل لفظ أو حركة غير لائقة نضحك جميعا، ونقول إنه مجرد طفل لا يفهم، ولا يفرق بين الخطأ والصواب، وبالطبع هذا خطأ فادح لان الطفل يفهم ان هذا الأمر أو ذاك يبسطكم وينم عن رضاكم فيفعله مرة أخرى ويكرره  طوال الوقت.

المشكلة الكبيرة عندما يبدأ الطفل يكبر قليلا، ويعيي بعض الأفعال، ويبدأ في فعل نفس الأمور التي كان يقوم بها وهو ضغير، نبدأ في معاقبته ونمنعه من فعلها، بحكم أنها أفعال خاطئة. هنا الذنب ليس ذنب الطفل بل ذنبنا نحن، لأننا لم نقم بتعليمه منذ الصغر ليفرق بين الصحيح و الخطأ وفى هذة الحالة يحدث للطفل شعور بالحيرة، فما الخطأ الذى قام به وهو متعود علية منذ الصغر ولم يقم أأحد بمعاقبته، وإنما أظهروا له من خلال ضحكمهم وابتسامهم أنه على حق.

تقنيات تربوية

ومن هنا نقول بأن التلاربية هي التربية منذ الولادة، وعلينا أن نتبع الطرق والوسائل التالية في التربية:

الروتين اليومي

علينا تخصيص روتين يومي للطفل، موعد للنوم وموعد لكل وجبة طعام، وجعل مكان نومه في غرفة أخرى غير غرفة الوالدين، ولا يتبع معه الهز وقت النوم، وإنما إطعامه فقط وتغيير حفاظه وتركه للنوم وان بكى يجب الدخول لغرفته ولكن بدون حمله، لكن يتم تطمينه أننا بجواره فقط. لا يجب حمل الطفل كل يوم وفي كل الوقت حتى لا يتعود على ذلك، بل يجب أحيانا تأخير الاستجابة لبكاءه  حتى يتعود على النوم لوحده، مع ملاحظه أن بكاءه لا يجب أن يكون بكاء ألم من شيء ما، فإن كان بكاء لألم ما فيجب الاستجابة السريعة له.

اتباع وسيلة الصواب والعقاب

إن الطفل أمرا حسنا فله مكافأة، وإن فعل أمرا خطأ فعلينا معاقبتة بلومه وتغير حالة تعبير الوجه بعدم الرضا من هذا الأسلوب.

أختيار الألعاب المفيدة

عند الذهاب لاختيار الألعاب للطفل، علينا محاولة التفكير في مدى انتفاع الطفل من اللعبة التي نشتريها له، هل ستنمي مقدرته اللغوية والذهنية مثلا؟ هل سنمي ذكاءه؟ لا يجب أن اختيار الألعاب التي بها حركة كثيرة ومصاحبة لموسيقى سريعة لأن الأطفال يتأثرون سريعا بهذا النوع من الألعاب، وقد تحدث للطفل نوعا من أنواع العصبية والقلق.

اللعب معه وقراءة القصص

اللعب مع الطفل ومحاولة الانتفاع من اللعبة التي نشتريها له بقدر المستطاع فمثلا عندما نقوم بمسك لعبة بها ألوان أو أشكال نستفيد منها بتعليمة أسماء الألوان ومعرفة الأشكال المختلفة وفي المستقبل الاستفادة منها عن الطريقة الحسابية مثلا في عد الألوان ومعرفة أسماء الأشكال.

الأمر الثاني، شراء القصص المسلية للطفل، وأن تكون الصور فيها أكثر من الكلام، ومن الأفضل أن لا يكون بها كلام على الاطلاق، فقط صور معبرة، نحاول ربطها له على الطبيعة، فمثلا ان كانت القصة تتكلم عن حيوان معين، قطة مثلا، نجلب له قطة، ونقوم بتقليد صوتها. المهم في كل هذا هو معرفة السعادة والغضب عندما نقوم بقراءة القصة له، ومراقبة ملامح وجهه هل تتماشى مع كلام القصة أم لا؟

دور الأب فى التربية منذ الولادة

وجود الأب في هذه المرحلة من أهم الأمور، إذ يجب على الطفل أن يرى والده كل يوم إن كان هذا في الإمكان. فإن كان الأب متواجدا عليه أن يرى ابنه كل يوم قبل الخروج إلى العمل وعند عودتة منه، وأن يجلس معه ويلعب معه. ومهم جدا الاتفاق على معاملة الطفل معاملة واحدة في التربية، و يجب النقاش أمامه في أي شيء يخصة على الاطلاق.