من هو أمين الوحي هو جبريل عليه السلام، وهو أحد أكثر الملائكة المقربين من الخالق سبحانه وتعالى، وهو الملاك الوحيد الذي قد أوكل إليه الله تعالى تنزيل الوحي إلى كافة الأنبياء والمرسلين، فهو الواسطة بين الله سبحانه وبين أنبيائه ورسله والموكّل بإيصال الوحي والمشورة والعون إليهم و له ألقاب عديدة ويظهر أيضا في صور مختلفة.كما يعتبر جبريل عليه السلام أحد رؤساء وكبار الملائكة وأفضلهم وأقربهم إلى الله عز وجل.

سيدنا جبريل عليه السلام، بإجماع فقهاء السلف هو “الروح” المشار إليه في قوله عز وجل: “تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ”، (القدر-4)، ولا جدال في أنه لا يزال يتنزل إلى الأرض مرة واحدة كل عام في ليلة القدر العظيمة، ذو قوة شديدة، وقال ابن عباس رضي الله عنهما إنه ذو منظر حسن، وقال قتادة: ذو خلق طويل حسن.

أمين الوحي في معجم المعاني

أمين الوَحْي:  جبريل عليه السَّلام. أَمين: (اسم) الجمع : أُمَناءُ. والأَمِيِنُ هو الحافظ والحارس، ويقال رَجُلٌ أَمينٌ بمعنى مَوْثوقُ بِهِ، أَي الَّذِي يُوثَقُ بِهِ. قال تعالى: “وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمينٌ” (النمل – 39).

ويقال:كانَ رَجُلاً أَميناً بمعنى صادِقاً، وَفِيّاً، مُخْلِصاً “وأَنا لَكُمْ ناصِحٌ أَمينٌ” (الأعراف – 68) “إِنِّي لَكُمْ رَسولٌ أَمينٌ” (الشعراء- 107).

ومعروف أن أبو عُبيدة بن الجرّاح لقب بـ “أمين الأُمَّة” وكان من عظماء الصحابة رضوان الله عليهم.

ماذا نعرف عن أمين الوحي؟

هو جبريل، وقيل: جبرائيل، وقيل: جبرائل، وقيل: جبرئل، وقيل: جبرئيل، وقيل: جبرين، وقيل: جبرال، وقيل: جبراييل، وهو اسم سرياني، وقيل: عبراني، ومعناه عبد الله أو عبد الرحمن أو عبد العزيز.

له ألقاب عديدة، منها: روح القدس، وروح الأمين، وأمين الوحي، والناموس الأكبر، وشديد القوى. هو أفضل الملائكة المقرّبين إلى الله عز وجل.

  • أنزله الله على آدم عليه السلام ومعه إحدى وعشرون صحيفة سلّمها إليه، وعلّمه الزراعة، وحروف الهجاء، وكيفيّة الاستفادة من الحديد، ثم حمله إلى مكة وعلّمه مناسك الحج.
  • علّم نوح عليه السلام بناء السفن، ونجّى إبراهيم الخليل عليه السلام من نار نمرود، وحمى موسى بن عمران عليه السلام من مكائد فرعون، ورمى بفرعون وجنوده في البحر وأغرقهم، وعلّم داود (ع) صناعة الدروع، وبشّر زكريا عليه السلام بولادة يحيى عليه السلام ونفخ في مريم بنت عمران عليه السلام فحملت بعيسى عليه السلام وبشّرها بولادته.
  • شرّفه الله بأهم مأمورية، وهي إيصال الوحي إلى سيد الأنبياء والمرسلين محمّد المصطفى (ص)، وصحبه في ليلة الإسراء والمعراج.
  • كان عونًا للنبي (صلى الله عليه وسلم)، في مهمّاته وملمّاته، فكان ينزل عليه ولا يدخل حتى يستأذنه، فيقعد بين يديه قعدة العبد، وكان يتصوّر بصور مختلفة عند هبوطه عليه، ففي المدينة كان يأتي إليه بصورة دحية الكلبي.
  • كان له ستمائة جناح، ينتشر من ريشه الدرّ والياقوت، وكان شديد القوى، فمثلاً استطاع بإرادة الله أن يرفع مدائن قوم لوط.
  • نزل على إبراهيم الخليل عليه السلام 50 مرة، وعلى موسى عليه السلام 400 مرة، وعلى السيد المسيح عليه السلام 10 مرات، وعلى خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم 24000 مرة.

اليهود لسوء نيّتهم وخبث سريرتهم يعتبرونه ملك العذاب والفضاضة، ويعتقدون بأنّه ألدّ أعدائهم، ويدّعي المسيحيّون أنّه ينفخ في الصور يوم القيامة.

الملائكة والروح الأمين

خلق الله الملائكة من نور وجعلهم حول عرشه الكريم وهم خلق مكرمون يطيعون ما يؤمرون به ولا يعصون الله وكلف كل منهم بدور محدد ويعد الإيمان بالملائكة ركناً من أركان الإسلام.

خلق الله الملائكة مفطورين ومجبولين على طاعة الله، وسخر الله كل من الملائكة لأداء مهام معينة، ولم يذكر في القرآن أو السنة عدد الملائكة، وتتميز الملائكة عن البشر بكونهم لا يصنفوا كالجنس البشري ذكر أو أنثى، كما أنهم لا يأكلون ولا يشربون ولا يتزاوجون .

لماذا سمي الروح الأمين بهذا الإسم؟

الروح الأمين هو أحد ملائكة الله، وهو الملك الذي كلف بتبليغ الوحي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وباقي الأنبياء، ولقب أيضاً بروح القدس، وبذلك يكون الروح الأمين هو: الملك جبريل عليه السلام هو الروح الأمين كما يلقب أيضاً روح من أمر الله.

ولقب جبريل عليه السلام بالروح الأمين لأنه الملك الذي كلف بتبليغ الرسل والأنبياء رسالة الله فهو مثل الروح التي تحيي الجسد، وقيل سمي روحاً لكونه خلق من الروح، ويرى بعض أهل العلم تسميته بالروح لأن الملائكة تعد من عالم الروحانيات أما الأمين فلأنه مؤتمن على  تبليغ رسالة الله إلى الأنبياء.

وجبريل عليه السلام هو أحد ملائكة الله المقربين من عرشه العظيم، ونزل على آخر الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم عندما كان معتكفاً بغار حراء، وهو الذي ساند موسى عليه السلام يوم اجتمع السحرة في يوم الزينة، وهو الذي بعث ليبشر مريم عليها السلام بميلاد عيسى وورد ذكر جبريل في مواضع متفرقة في القرآن.

ما هي ألقاب وصفات جبريل عليه السلام ؟

جاء بالقرآن الكريم والسنة النبوية عدة ألقاب لجبريل عليه السلام ومنها:

الروح وروح القدس

الروح الأمين: في قوله تعالى: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ}.[2]

الناموس: ورد هذا اللقب الوارد في السنة النبوية وقال هذا اللقب هو ابن عم خديجة بن خويلد زوجة الرسول، وقد كان نصرانياً وعندما علم جرى مع الرسول أخبرهم بأن الوحي هو الناموس وهو الذي سبق وأن نزل على موسى عليه السلام.

ماهي صفات جبريل عليه السلام ؟

جبريل عليه السلام ذو مكانة عظيمة لعظم دوره وهو تبليغ الوحي للرسل، وقد خلق الله جبريل بقوى عظيمة ليتمكن من أداء مهمته ومن صفات جبريل عليه السلام التالي:

القوة الهائلة: خص الله جبريل بإمكانيات كبيرة وقوة عالية فكان من مهامه بجانب تبليغ الوحي وظيفة إهلاك الأمم الكافرة، كما كان مع بني إسرائيل عندما انشق البحر.

التمكين: مكن الله جبريل بالسماء وبالأرض.

العلم: فالله علم جبريل لينقل العلم والوحي إلى الرسل ويعلمهم ما علمه الله الحكيم.

600 جناح .. ذِي قُوَّةٍمُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ

ومن صفات جبريل الخَلقية أن له 600 جناح كما ورد في قول صلى الله عليه وسلم: “رأيت جبريل له ستمائة جناح”.

ومن صفاته أيضا أنه على خلق حسن وبهاء وسناء، وأنه هو المعلم لرسول الله، وإنه أفضل الملائكة الكرام، وأقواهم وأكملهم، بل هو من أعظم المخلوقات، كما في قوله تعالى: “إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ”، (التكوير-19 – 21)، المقرب إلى الله، ولأجل ذلك ذهب الفقهاء إلى أن جبريل ملاك رسول مكرم لتبليغ رسالة الله إلى الأنبياء والرسل في الأرض، له مكانة ومنزلة عالية رفيعة عند الله، مطاع في الملأ الأعلى، ذو أمانة عظيمة، وهو روح القدس كما قال تعالى: “قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ …” (النحل: الآية 102).

من دلائل قوة جبريل عليه السلام

قال العلماء والمفسرون، إن من دلائل قوة جبريل، أنه اقتلع من على وجه الأرض وبجناح واحد من أجنحته الست مئة، اقتلع مدائن قوم لوط وعددها سبع مدائن وتعدادهم أربع مئة ألف نسمة، ومعهم بيوتهم وقصورهم وأسواقهم وبهائمهم ووحوشهم وأراضيهم وجبالهم وغيرها، ثم رفع كل ذلك على طرف جناحه حتى بلغ بهم عنان السماء، وحتى سمعت الملائكة نباح الكلاب وصياح الديكة، ثم قلبها رأساً على عقب فجعل عاليها سافلها.

وكان جبريل يأتي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في صفات متعددة فتارة يأتي بصورة صحابي اسمه “دحية بن خليفة بن فضالة”، المشهور بـ “دحية الكلبي” وتارة في صورة أعرابي، وتارة على صورته التي خلقه الله عليها، عن ابن مسعود: “أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل في صورته له ست مئة جناح”، طول كل جناح يزيد عما بين مشرق الأرض ومغربها بحيث لا تتسع لهذا الجناح، وتتساقط من كل جناح حجارة كريمة تبهر الناظر أشبه بالدر والياقوت، وقد رأى النبي جبريل بهيئته الأصلية مرتين، الأولى عندما هبط عليه في غار حِراء، والثانية في حادثة المعراج.

كم مرة ذكر اسم جبريل بالقرآن ؟

جاء ذكر جبريل عليه السلام باسمه في ثلاثة مرات في سورتين وهما:

  1. “وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ”(الشعراء 192 – 193)
  2. وقوله: “قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ” (البقرة- 97)، وفي قوله: “مَن كَانَ عَدُوًّا لِّله وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ الله عَدُو لِّلْكَافِرِينَ”(البقرة -98)
  3. وفي قوله: “إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ”(التحريم- 4).

وذكر في مواضع أخرى، بصفاته، كما في قوله: “عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىَ * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَىَ * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَىَ * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىَ” (النجم -5 – 8) أي ذو قوة.