انتشر دور الطب التكميلي التقليدي وباتت فئة من الناس تبحث عنه وتستخدمه كنوع من العلاجات وقبل الانتقال والنظر فيه من الناحية الشرعية والضوابط التي يعمل بها، هذا المقال يتطرق للموضوع بشكل عام ويعطي فكرة ستساعد على إدارك جوانبه الرئيسة.

تعريف منظمة الصحة العالمية للطب الشعبي التقليدي : إنه حصيلة مجمل المعارف والمهارات والممارسات القائمة على النظريات والمعتقدات والخبرات المتأصلة في مختلف الثقافات، سواء كانت قابلة للشرح والتفسير أم لا، وتستعمل في صيانة الصحة، وفي الوقاية من الاعتلال البدني والنفسي وتشخيصه وتخفيفه ومعالجته.

أما تعريف منظمة الصحة العالمية للطب التكميلي: يشير مصطلح الطب التكميلي الى مجموعة واسعة من ممارسات الرعاية الصحية، التي ليست من تقاليد البلد نفسه أو الطب التقليدي فيه. وهذه الممارسات ليست مدمجة إدماجاً كاملا في نظام الرعاية الصحية السائد. وهي تستعمل بصورة تبادلية أو تناوبية مع الطب الشعبي في بعض البلدان.

تدعم منظمة الصحة العالمية الطب الشعبي والتكميلي عن طريق:

  • تيسير إدماج الطب الطب الشعبي والتكميلي في النظم الصحية الوطنية، عن طريق مساعدة الدول الأعضاء على تطوير سياستها الوطنية في هذا القطاع.
  • وضع دلائل إرشادية للطب الشعبي والتكميلي باعتماد ونشر معايير دولية ودلائل إرشادية ومنهجيات تقنية للبحوث.
  • تشجيع البحوث الاستراتيجية في الطب الشعبي والتكميلي، من خلال تقديم الدعم لمشروعات البحوث الإكلينيكية حول سلامته وفعالياته.
  • الدعوة إلى الاستعمال الآمن والرشيد للطب الشعبي والتحصيلي من خلال تعزيز استعماله على الأساس القائم على البينة.

تصنيف أنواع الطب التكميلي

قام المركز الأمريكي للصحة التكميلية والإنسانية في آخر تصنيفاته لأنواع الطب التكميلي بتصنيف ممارساته إلى أربع أنواع:

  1. علاجات غذائية: وتشمل الأنظمة الغذائية والعلاج بالأعشاب والمكملات الغذائية وغيرها من العناصر الطبيعية.
  2. علاجات نفسية: وتشمل ممارسات مثل التأمل والإيحاء الذاتي وتقنيات الاسترخاء.
  3. علاجات جسدية: وتشمل ممارسات مثل الوخز الإبري والتدليك وتقويم العمود الفقري.
  4. علاجلات مركبة: على سبيل المثال ما هو جسدي ونفسي مثل (اليوجا والتاي تشي).


ضوابط التداوي الشرعية

  • الضابط الأول: ألا يكون الدواء محرم أوه مختلط بمحرم.
  • الضابط الثاني: أن يكون الدواء ثابت نفعه.
  • الضابط الثالث: الاعتقاد أن الشافي هوالله، مع الأخذ بالأسباب.
  • الضابط الرابع: ألا يكون الدواء ضاراً.
  • الضابط الخامس: أن يكون الطبيب مؤهلا.
  • الضابط السادس: إذن المريض أو وليه.
  • الضابط السابع: أن يعالج بالأسهل فالأسهل.
  • الضابط الثامن: أن يتحلى المداوي بالصدق والأمانة.
  • الضابط التاسع: مراعاة أحكام كشف العورة.

الطب التكميلي من الناحية الشرعية

الطب التكميلي يشمل العديد من الممارسات والمعالجات والتي لها أصول مختلفة من حيث مكان ممارستها والأسس الثقافية والعقائدية والديني التي بنيت عليها.

هناك بعض الممارسات مارستها كل الحضارات ومختلف الشعوب مثل التداوي بالأعشاب على سبيل المثال. وقد ظلت ممارستها مستمرة منذ آلاف السنين وحتى الآن وهناك عدد من الأحاديث النبوية للرسول توصي باستخدام اعشاب معينة للتداوي مثل الحبة السوداء.

وقد استخدم الأطباء المسلمون العديد من الأعشاب في مداواة المرضى وقد عرف الطب الاسلامي كنظام صحي اعتمد العديد من العلاجات بما فيها الغذاء والأعشاب الطبية.

ومن ناحية أخرى نجد معظم ممارسات الطب التكميلي والتي بها مخالفات شرعية أو عادية لا يوجد لها أساس علمي ولا يوجد لها أدلة كافية على فاعليتها او الفائدة من استخدامها في أي مرض.

وهنا سنستعرض بعض هذه المعالجات والرأي الشرعي من ممارستها والتطبب بها.

الوخز الإبري

الوخز الإبري هو علاج صيني قديم ويعني العلاج بواسطة وضع إبر معدنية رفيعة جدا على نقاط معينة من الجلد وذلك لإحداث أثر علاجي وتمارس إما على طريقة الطب الصيني الشعبي القديم والذي يعتقد أن تأثير الوخز الإبري يعتمد على وجود مسارات وأنواع معينة من الطاقة لم يثبته الطب الحديث والبحث العلمي وجودها أو على أساس من الطب الحديث الذي يعزو تأثيراته العلاجية إلى تأثيرات فسيولوجية محسوسة يمكن إدراكها بالبحث العلمي.

إن ممارسة الوخز الإبري بالطريقة الغربية (على أساس من الطب الحديث والأساس العلمي) يخرجه من التبعات الإلحادية للمعتقدات الشرقية.

ممارسات طب الطاقة

تعتمد كلها على نفس المبدأ تقريباً وهو يعتمد على فلسفة شرقية يعتقد أصحابها بوجود طاقة خفية تسير هذا الكون ويستمد الإنسان منها قوته، وصحته وتسمى “طاقة الحياة” أو “الطاقة الحيوية”.

وللطاقة مراكز حيوية داخل جسم الإنسان تسمى (شاكرات) ويصل بين هذه المراكز مسارات تسري الطاقة خلالها.

كما أن هناك مصطلحات أخرى للطاقة في الطب الصيني القديم مثل (الين واليانج) وهي أنواع مضادة من الطاقة حسب زعم المعالجات بها.

تستخدم الطاقة لعلاج الأمراض النفسية والجسدية ويطلق على هذا النوع من العلاج عدد من المسميات مثل: “العلاج بالطاقة الحيوية” أو “المعالجة باللمس” أو ” المعالجة اليدوية” أو “المعالجة المغناطيسية” أو “المعالجة بالإيمان” أو “المعالجة بقدرات المعالج” أو “الريكي” أو “العلاج البراني”.

إن أصول هذه المعالجات عقائد وفلسفات قديمة تتبع لديانات انتشرت في شرق آسيا مثل الديانة الطاوية والبوذية والهندوسية ولا يمكن استخدام هذه التطبيقات بمعزل عن أصولها العقدية.

الريكي والبرانا

الريكي أحد طرق العلاج بالطاقة، وهو يعني طاقة قوة الحياة الكونية، ومعلم الريكي هو الواسطة بين الطاقة الكونية المزعومة وبين المريض، بحيث تنتقل الطاقة الكونية من خلاله الى المريض، ولممارسة هذا النوع من الممارسات لابد من التصديق بغيبيات وتصورات فلسفية عن الخلق والكون.

أما البرانا وهي نوع من أنواع العلاجات الهندوسية منتشرة في شرق آسيا وتعني الأكمل والأشمل، وتتم بتوجيه الطاقة للمريض عن طريق يد المعالج.

وهي جميعاً من مبادئ الفلسفات الشرقية كالهندوسية والبوذية والطاوية، وهي بعيدة كل البعد عن المعتقدات الإسلامية.

ومفهوم الطاقة مرتكزة على فلسفات الحادية بشكل واضح وجلي، وتسعى تطبيقاتها إلى تحقيق الإتحاد مع “الطاقة” عن طريق ممارسة الطقوس التأملية وغيرها من أجل اكتساب القدرات الشفائية وهي بعيدة كل البعد عن العلم والطب الحديث.

الطب التكميلي في عالمنا الإسلامي

مما يجدر الإشادة به في هذا السياق تجربة المملكة العربية السعودية في منع ممارسات العلاج بالطاقة في عام 2017 بقرار سامي ومنع التدريب عليه ومنع استيراد وتصدير وفسح ونشر وعرض كتب العلاج بالطاقة ومواده السمعية والمرئية بقرار حكيم للحفاظ على هوية وعقيدة أبناء البلد.

في المقابل كانت هناك محاولات أسلمة هذه الممارسات من خلال إبراز وجوه الشبه بينها وبين الرقية الشرعية وتعمية مابها من إلحاد جلي في بعض الدول الإسلامية.

وهنا لابد أن نشير إلى أن من شروط الاستشفاء هو أن يتم بما ثبت بالدليل الشرعي كالإستشفاء بالقرآن والرقية الشرعية والعسل والحبة السوداء والحجامة ونحوها شرط أن يكون على الهدي النبوي لا بطرق بِدعية كالإستشفاء بالحجامة على مسارات الطاقة المزعومة أو العلاج بطاقة أسماءالله الحسنى وغيرها من محاولات اصباغ ممارسات الطاقة بالثقافة الإسلامية عن طريق ربطها بمسميات إسلامية.

هناك ضوابط شرعية لممارسة أي علاج تكميلي وهي:

  1. ثبوت نفع العلاج بالدليل الشرعي أو بالدليل العلمي والتجربة.
  2. خلو العلاج من أي معتقد شركي أو وثني.
  3. الاعتقاد التام أن الشافي هو الله وكل مايستخدم ما هو إلا أسباب ووسائل للعلاج.

وفي الختام هناك العديد من البدائل الطبية والصحية في الطب العربي الإسلامي كالحجامة والعلاج بالأعشاب ذات الفائدة الطبية المعتمدة طبياً وغيرها من الممارسات التي يمكن استخدامها وتمارس على أساس علمي وطبي.