الأخ الفاضل، ما تشكو منه هنا قد أصبح شكوى واسعة الانتشار؛ ربما لأن هناك خللا عاما في تحديد الأهداف، أو تقدير القدرات والطاقات، أو زيادة التطلعات والرغبات، فأصبحت إلى الخيال أقرب منها إلى الواقع الممكن، وربما العيب في التركيز أو التفرغ للإنجاز المطلوب، والانشغال عنه أو معه بأمور أخرى.
وقد يكون الخلل في غياب أو ضعف ما يُسمى بإرادة الاستمرار ـ التي تختلف عن إرادة البدء ـ مما ينتج عنه سرعة الملل والكسل والفتور ثم العجز عن المواصلة.. وهكذا والتخطيط والتنظيم والمتابعة والمراجعة تبدو عمليات لازمة بعد التوكل على الله عز وجل، والاستعانة به في كل حال، وخطوة.
ويبدأ التخطيط بتحديد الهدف المطلوب، ومواصفات الهدف “الصحيح” أن يكون: طموحاً، وممكناً، ومحدداً وبالإمكان قياسه، ومتناسبًا مع القدرات الشخصية والظرفية.
ومن التخطيط تحديد المهمات المطلوبة، والعقبات المتوقعة لأداء الأولى، وتذليل الثانية.
ومن التخطيط تقسيم المهام المطلوبة إلى برامج محددة متدرجة، ومتكاملة، ووضع نظام للثواب على الإنجاز، والعقاب على التقصير.
والتنظيم المطلوب يكون بتوزيع المهام على الوقت المتاح، وتنفيذ الخطوات وفق الجدول الزمني المفترض، ويتضمن عدم إهدار الوقت أو الطاقة.
أما المتابعة والمراجعة فهي مهمة متكررة ينبغي أن تتلو كل خطوة أو مرحلة، وتدرس طرق تلافي التقصير، وتحسين الأداء، وربما وضع أساليب أفضل تختصر الجهد أو الوقت بناء على خبرة التجريب الحاصل.
هذه يا أخي، ملاحظات تصلح للهيئات والمؤسسات كما تصلح للأفراد والجماعات، “واستعن بالله، ولا تعجز”، وإياك والعشوائية والتشتت فهما عدو كل نجاح.
أعدت هذه الإجابة السيدة/ سمر عبده، وحررها مدير الفريق.
د.عمرو أبو خليل