بادرت كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر بالتفاعل مع انتشار جائحة “كورونا” خلال الفترة الماضية وأصدرت بيانين الأول حول حكم تعليق صلوات الجمع والجماعة في المساجد والثاني يتعلق بالأحكام المتعلقة بالمتوفى جراء هذاء الوباء. واستكمالا لهذه البادرة أصدرت الكلية توضيحا بالأسس العلمية والركائز المنهجية التي اعتمدتها للاستفادة في التعامل مع نوازل أخرى نشرته على حسابها الرسمي في تويتر:

أولا – بناء التصور الصحيح عن الواقعة :

فبالإضافة إلى الاطلاع إلى المعلومات الطبية المتواترة من الجهات الطبية حول العالم ، توجه مجموعة من أساتذة الكلية إلى المختصين في المجال الطبي والمكلفين في قطر بمتابعة تطور الوباء واستوضحوا منهم الصورة وكونوا تصورا صحيحا عن الواقعة والذي هو أساس التأهل للإفتاء فيها بناء على القاعدة الأصولية المنطقية المتفق عليها : ” الحكم على الشيء فرع من تصوره “.

ثانيا – الموازنة بين المصالح والمفاسد :

قام علماء وأساتذة الكلية بدراسة المصالح والمفاسد الواقعة والمحتملة على المجتمع، كل المجتمع وعلى كل فرد لوحده، ووازنوا بينها كما نظروا إلى المآلات والحاجة إلى البيان في ذلك الوقت، وما يمكن أن يترتب عليه كذلك في ضوء القواعد الشرعية الضابطة للتعامل مع المصالح والمفاسد وفقه النوازل على وجه الخصوص.

ثالثا – النظر في النصوص والقواعد والمقاصد الشرعية ذات الصلة بالواقعة وتنزيلها عليها :

نظر الأساتذة والمشايخ في نصوص الشريعة وقواعدها الكلية ومقاصدها العامة ذات الصلة بالواقعة بجميع جوانبها ونزلوها عليها مع مراعاة خصوصيتها.

رابعا – الدراسة النقدية للأراء الفقهية المتعلقة بالواقعة  :

درس الأساتذة الأراء المختلفة التراثية والمعاصرة المتعلقة بالواقعة وقوموها وناقشوا أدلتها في ضوء ما سبق ووظفوا ما يناسب خصوصية الواقعة.

خامسا – تضمن البيان نصائح وتوجيهات تربوية ومعاني إيمانية مركزة :

حرص علماء وأساتذة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر على تضمين نصائح وتوجيهات تربوية مركزة في البيانين السابقين، كما حرصوا على الالتفات إلى المعاني الإيمانية التي تعين المتلقي على فهم روح التشريع ومقاصده والامتثال له بوعي ومحبة، مع الاستشهاد بالنصوص الشرعية المناسبة في إشارة إلى أن أحكام الشريعة هي ذات أثر نفسي وعملي في الحياة وتخاطب روح وقلب الانسان بخلاف ما لو ألقيت عليه أحكام فقهية مجردة كما في الأحكام القانونية.

سادسا – بيان الموقف السليم من اختلاف الآراء في الواقعة :

تضمن البيانان توجيها للأفراد والجماعات والجهات المسؤولة ومن له رأي مخالف في كيفية التصرف إلى حفظ المجتمع من الاضطراب والاختلاف في هذا الموضوع الخطير والحساس في ضوء الذاكرة التاريخية للأمة وتجاربها في النوازل مع مراعاة تغير الزمان والأحوال وتطور العلوم والخبرة البشرية.

سابعا – التعويل على التشاور المؤسسي والتفكير الجماعي :

مر إعداد مضامين البيانين بمراحل من التشاور المؤسسي والعمل الجماعي مع الأساتذة وأصحاب الفضيلة العلماء من مختلف الأقسام العلمية والتخصصات الشرعية  في الكلية ، فلم يصدر البيانان عن شخص واحد، ولم يستبد بالرأي فرد واحد ،  بل كان نتاجا لتشاور مؤسسي إثرائي لكل وجهات النظر.

ووجهت الكلية نداء إلى النخب والمثقفين وعامة الناس في ختام بيانها إلى ضرورة تحول التفكير من التعلق بالرمز المرجع والعالم المفرد إلى أن يجعلوا المنهج الصحيح مرجعية لهم ويحكموا به على الرجال ولا يحكموا به عليه.