اقرأ أيضا:
” ولقد نعلم أنهم يقولون” باللام و(قد) وأنّ وصيغة فعل العلم ” نعلم”
ثم بكتهم ووبخهم أن مازعموه من تعليم غلام أعجمي رومي له هذا البيان المبين؛ أمر مناقض للعقل والمنطق والفهم، وبعيد كل البعد من هذا البيان، الذي هو بلسانهم العربي الذي يدركون علوه وارتفاعه.
” لِّسَانُ ٱلَّذِی یُلۡحِدُونَ إِلَیۡهِ أَعۡجَمِیࣱّ وَهَـٰذَا لِسَانٌ عَرَبِیࣱّ مُّبِینٌ “
ومن المدهش العجيب أنه قرن فعل يلحدون هنا بحرف الجر إلى ” يلحدون إليه” في حين أنه قرنه في موضع آخر بحرف الظرفية في.
﴿إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا﴾ [فصلت: 40]
﴿وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ﴾ [الأعراف: 180]
وذلك للدلالة على أن إلحادهم بالبيان، دون إلحادهم في الإيمان، بالشرك في آياته وأسمائه، لاتصال الفعل بحرف الظرفية الدال على التمكن والانغماس.
وأما إلحاد البيان بزعمهم أن هذا من قول بشر أعجمي؛ فهو زعم ضعيف ركيك واه، قالوه على وجه التهامس بينهم والخفاء؛ لعلمهم بركاكته وهم أصحاب اللسان والبيان، فلم يسو القرآن المعجز بينهما في محكم البيان.
فاللسان العربي هو الكاشف لحقيقة هذا القرآن المبين، وعمق معانيه، وإحكام مبانيه.
المواد المنشورة في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي إسلام أون لاين