تعد الموسوعة الفقهية الكويتية أبرز عمل موسوعي لخدمة الفقه الإسلامي وتراثه في العصر الحديث، فقد استطاع القائمون عليها تقديم التراث الفقهي في لغة معاصرة، يستطيع المثقف غير المتخصص في علوم الشريعة أن يفهمها، فضلا عن المتخصصين في الفقه والأصول وعلوم الشريعة كلها.
كما نحت الموسوعة الفقهية الكويتية منحى المداخل المصطلحية، وذلك لتسهيل الوصول إلى المعلومة والأحكام الفقهية المراد معرفتها، وذلك أن الترتيب الموضوعي للفقه فيه من الصعوبة ما يجعل الوصول إلى الحكم المراد ليس بالأمر الهين، خاصة إن اصطحبنا اختلاف المذاهب الفقهية في الترتيب الموضوعي لأبواب الفقه، ولكن البحث عن طريق (المصطلح) أيسر للوصول إلى الحكم المراد معرفته.
وقد استغرق العمل في الموسوعة الفقهية الكويتية قرابة (35) عاما، شارك فيه أكثر من (200) عالم وباحث متخصص، وخرجت في (3013) مصطلحا، موزعة على الحروف الهجائية، وخرجت في (45) مجلدا.
وقد اقتصرت الموسوعة الفقهية الكويتية على المذاهب الفقهية السنية الأربعة: ( المذهب الحنفي، والمذهب المالكي، والمذهب الشافعي، والمذهب الحنبلي)، كما حوت – في أحيان أخرى مذاهب بعض فقهاء السلف ممن سبق ظهور المذاهب، كآراء بعض الصحابة والتابعين..
وقد جاءت الموسوعة مسبوكة الصياغة، محكمة التخطيط، سهلة العبارة، منطقية التنقل بين المسائل والفقرات، مع التوثيق العلمي من الرجوع إلى المراجع والمصادر، وتخريج الأحاديث النبوية، وآثار السلف، وترجمة للفقهاء الأعلام..
ورغم كون اسمها ( الموسوعة الفقهية) فلن يعدم القارئ أن يجدها موسوعة أشمل من الفقه، فقد احتوت قرابة (220) مصطلحا أصوليا، وما يزيد عن (100) مصطلح في الآداب الشرعية، ولم تخل من عدد لا بأس به من المصطلحات العقدية.
كما أنها حوت (2355) دليلا من القرآن، و(5336) حديثا نبويا، و(1122) موضعا للإجماع، و(93) موضعا للإجماع السكوتي، و(4926) موضعا للقياس، و(1811) موضعا لقول الصحابي، و(243) موضعا للاستحسان، و (367) موضعا للمصالح المرسلة، و(25) موضعا لشرع من قبلنا، و(1076) موضعا للعرف، وهي بهذا تكون مرجعا قويا لتخريج الفروع على الأصول، وزادا للتطبيقات الفقهية على أصولها.
كما نقلت الموسوعة عن (132) من فقهاء الصحابة، وعن (209) من فقهاء الحنفية، و (230) من فقهاء المالكية، و(232) من فقهاء الشافعية، و(110) من فقهاء الحنابلة، و(232) من فقهاء الأمصار.
كما احتوت على (440) قاعدة فقهية، و(140) قاعدة أصولية، بمجموع (580) قاعدة فقهية وأصولية.
كما احتوت على (36) بيتا من الشعر، و(12) من الحكم والأمثال، و(227) من حكمة التشريع، و(726) من قائمة الكتب المذكورة في متن الموسوعة، كما احتوت على (14) قولا من أقوال غير المسلمين، و(89) من الأقوال المنسوخة، و(26) خاصية من خصائص النبي عليه الصلاة والسلام، و( 35) من أقوال التابعين، و(16) من الأقوال المعربة.
والموسوعة بكل هذا، جديرة بالتقدير العلمي الذي اكتسبته، والشهرة التي نالتها في الأوساط العلمية..
ورغم ما على الموسوعة الفقهية من الملاحظات- باعتبارها عملا بشريا- فإنها بحق، أرصن عمل جماعي فقهي معاصر، وحق للكويت أن تفخر بها، لأنها درة تاج الكويت العلمية.