اقرأ أيضا:
وقال الدكتور محمود الطحان: “والجزء الحديثي في اصطلاح المحدثين يعني كتابا صغيرا يشتمل على أمرين:
فالأجزاء الحديثية لها مكانة رفيعة عند أهل هذا الشأن من المختصين في علوم الحديث، لاشتمالها على أحاديث وأسانيد وطرق، يندر وجودها في غيرها، كما أنها أيضا من مصادر السنة المطهرة .
هو الإمام الحافظ أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد النيسابوري الشحامي المستملي الشروطي، ولد -رحمه الله- في الرابع عشر من ذي القعدة سنة ست وأربعين وأربعمائة من الهجرة النبوية. اعتنى به والده منذ الصغر، فسمعه الحديث، وهو في الخامسة من عمره. وتتلمذ الإمام زاهر الشحامي على شيوخ عدة، من أشهرهم، والده، وأبو يعلى الموصلي، وأبو بكر البيهقي، وسعيد بن منصور القشيري.
وللإمام أبو القاسم السحامي مكانة عالية، بين العلماء، فهو من كبار علماء الحديث، قال الذهبي:”واستملى على جماعة، وخرج وجمع، وانتقى لنفسه السباعيات، وأشياء تدل على اعتنائه بالفن … وكان ذا حب للرواية، فرحل لما شاخ، وروى الكثير ببغداد وبهراة، وأصبهان، وهمذان، والحجاز ونيسابور، … وأملى نحوا من ألف مجلس، وكان لا يمل من التسميع.
وقال السمعاني: ” كان مكثرا متيقظا، ورد علينا مرو قصدا للرواية بها، وخرج معي إلى أصبهان، لاشغل له إلا الرواية بها، وازدحم عليه الخلق، وكان يعرف الأجزاء، وجمع ونسخ وعمر … “
ووصفه أيضا العلامة ابن كثير بقوله: “المحدث المكثر الرحال الجوال، سمع الكثير، وأملى بجامع نيسابور ألف مجلس …
هذا الجزء،”جزء تحفة عيد الفطر” للعلامة زاهر بن طاهر الشحامي-رحمه الله تعالى- قصد به مؤلفه جمع الأحاديث الواردة في عيد الفطر، وقد بلغت الأحاديث والآثار فيه، ثلاثة وستين حديثا مسندا، (63) تناول فيه مؤلفه موضوعات مهمة لها علاقة وثيقة بعيد الفطر ومن ذلك ما يأتي :
أحكام العيدين بصفة عامة، وأحكام عيد الفطر بصفة خاصة، مثل ثبوت رؤية هلال شهر شوال، والحكم إذا غم الهلال، وحكم صيام الست من شوال، وكيفية الخروج إلى صلاة العيد، والرجوع منه، وأن السنة ألا يخرج للفطر إلا بعد أن يطعم، وفي عيد النحر السنة ألا يطعم حتى يطعم من أضحيته، وحكم زكاة الفطر، ومقدارها، وعلى من تجب، والحكمة من فرضيتها، ووقت إخراجها، ووقت الخروج إلى العيد، وصفة ذلك، والتجمل له، ومكان صلاة العيد، وحكم التهليل والتكبير فيه، وتحريم صوم يومي العيدين، والغسل والطيب فيهما، وبيان اللهو المباح فيهما، وصفة صلاة العيدين، وحكم الأذان والإقامة فيهما،
كما يتضمن الكتاب أيضا، الحكم إذا اجتمع العيد والجمعة في يوم واحد، وحكم صلاة العيد، وصفة ذلك، وأحكام ذلك، والقراءة فيهما والسنة في ذلك، وحكم صلاة النافلة قبله وبعده، وكيفية التهنئة بالعيد، وحكم حضور النساء لصلاة العيد، وإتيان الإمام النساء في المصلى ووعظهن، وحكم الاستماع إلى الخطبة، والإذن لمن أراد أن ينصرف بعد الصلاة، وغير ذلك من أحكام العيد.
وقد اعتنى الدكتور عبد العزيز مختار إبراهيم بتخريج أحاديث الكتاب ودراستها والحكم عليها صحة وضعفا، سندا ومتنا، ومن نماذج الأحاديث الصحيحة التي احتواها الكتاب ما يأتي:
المواد المنشورة في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي إسلام أون لاين