“كلٌ يؤخذ من كلامه ويُرد عليه الا صاحب هذا القبر” مقولة نعرفها جميعا ونؤمن بصحة معناها ولا نختلف عليها اذ هي مستنبطة من قوله تعالى ” وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى”.

فالوحيد الذي لاينطق عن الهوى هو صاحب ذاك القبر الذي أشار اليه الامام مالك ، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم،  ويُفهم من هذا أن كل شخص ماعدا رسولنا الكريم قد يخطئ ويُرد على كلامه حتى وإن كان صحابيا !!

فلم يرد من الشرع مايدل على عصمة الصحابة من الخطأ ولم يقل بذلك أحد من أهل السنة اطلاقا وهذا مافهمته تلك المرأة حينما أخطأ سيدنا عمر رضي الله عنه فردت عليه كلامه ،فما كان من الفاروق رضي الله عنه إلا ان يقر بخطئه على الملأ ويقول مقولته الخالدة ” أصابت امرأة وأخطأ عمر “.

فإن كان هذا ينطبق على الصحابة المبشرين بالجنة فهو ينطبق على غيرهم من باب أولى من التابعين والأئمة الأربعة والعلماء‘ كابن تيمية وابن القيم وعلماء هذا العصر وغيرهم إلى يوم القيامة.

كثير منا يعي هذا الكلام ويؤمن به ولكن استيقنتها قلوبهم ولم تعمل بها عقولهم ولا ألسنتهم وأقلامهم، فما بالهم يقدسون أقوال العلماء “الغير معصومين” ولا يقدسون مبادئ ومسلمات هذا الدين؟!!