اقرأ أيضا:
وقد خيمت حالة من الحزن في الأوساط الثقافية المصرية بعد رحيل المؤرخ والمترجم الكبير قاسم عبده قاسم. وقال الكاتب الصحفي سيد محمود “رحيل العلامة الدكتور قاسم عبده قاسم خسارة كبير لدارسي التاريخ الإسلامي ومدرسة تاريخ العصور الوسطى، عالم جليل وقيمة إنسانية مفتقدة”.
وقال الناشر محمد البعلي “كان قاسم عبده قاسم واحدا من أساتذة التاريخ المرموقين والمترجمين الكبار في مجاله.. كما كانت “دار عين” التي أسسها واحدة من أهم ناشري المؤلفات التاريخية في الوطن العربي.. أشعر بحزن شخصي عميق لرحيله.. لروحه السلام”.
وقال الناقد إيهاب الملاح “الأستاذ الدكتور قاسم عبده قاسم المؤرخ الجليل والأستاذ العالم المحقق والمترجم والمثقف الموسوعي صاحب التآليف المعتبرة والكتب المرجعية القيمة. رحمه الله رحمة واسعة وجزاه خير الجزاء عما علم ونفع وأفاد.. وإنا لله وإنا إليه راجعون“.
بينما قال صبري الخولي، باحث في التاريخ الحديث والمعاصر “أنعي مؤرخا من طراز فريد قلَّما يجود بمثله الزمان، الأستاذ الدكتور قاسم عبده قاسم، أستاذ تاريخ وحضارة العصور الوسطى بكلية الآداب، جامعة الزقازيق”. وتابع قائلا “المؤرخ الكبير قاسم عبده قاسم من شيوخ مؤرخي العصور الوسطى ليس في مصر فحسب؛ بل وفي كل ربوع الوطن العربي، ونالت كتاباته في تاريخ الحملات الصليبية والعصر المملوكي شهرة عالمية، مشيرًا إلى أنّ “ترجماته أسهمت للعديد من المؤلفات الهامة في إثراء المكتبة التاريخية في الوطن العربي”.
وقال عزيز المصري: “وداعا شيخ المؤرخين، المؤرخ المصري الكبير الدكتور قاسم عبده قاسم، صاحب الأسفار الرائعة في تاريخ الحملات الصليبية والعصر المملوكي وأستاذ التاريخ الوسيط بجامعة الزقازيق، كان واحدًا من أساتذة التاريخ المرموقين والمترجمين الكبار”.
وقال د.علي بركات “رحيل آخر العمالقة في التدوين التاريخي والتجديد في الكتابة التاريخية، المؤرخ والمترجم المصري العربي قاسم عبده قاسم في ذمة الله، المؤرخ الذي لا تغادره القلوب، إنها الرهبة من أن يخلو العالم تدريجياً من هذه النماذج التي تضفى على العالم إنسانيته”.
كما نعاه باحث التراث حسام عبد الظاهر قائلا: “رحل المؤرخ الجليل، المفكر الذي هو أكبر من أي تعريف أستاذنا الدكتور قاسم عبده قاسم تغمده الله بواسع مغفرته، وأسكنه فسيح جناته جزاء ما قدم من إسهامات علمية تفوق الوصف تأليفًا وترجمة، لقد غابت اليوم ورقة مهمة من ورقات شجرة البحث التاريخي في مصر”.
وقال الكاتب الصحفي أنور الهواري “حزنت جدًا، لسماع نبأ وفاة المؤرخ الجليل، أستاذنا العظيم، مدين لهذا الرجل، بما علمني، وما تعلمته منه، من فصول العلم والأدب والأخلاق والهمة والرجولة والإنسانية والمروءة والشرف، هو مدرسة كبري في علمه وأخلاقه وثراء شخصيته، هو – بكل المعايير – من نوابغ هذا البلد، ومن أكابر هذا البلد، ومن عظماء هذا البلد، ومن خير من أنجب هذا البلد، تقبله الله بالرحمة والمثوبة والرضوان والترحاب والإكرام والمغفرة، وأثابه مقامًا كريمًا في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر، وهذا عزاء لكل أسرته وأهله وذويه وتلاميذه وعارفي فضله وقدره في مشرق العالم ومغربه”.
قاسم عبده قاسم (26 مايو 1942م – 26 سبتمبر 2021) من مواليد القاهرة. متزوج وله خمسة أبناء: ثلاثة أولاد وبنتان.
حاصل على إجازة جامعية في الآداب قسم تاريخ- كلية الآداب / جامعة القاهرة 1967م. وماجستير في تاريخ العصور الوسطى من جامعة القاهرة سنة 1972م بتقدير ممتاز. وحاصل على دكتوراه في الفلسفة في العصور الوسطى من قسم التاريخ بجامعة القاهرة سنة 1975م بمرتبة الشرف الأولى، التخصص الدقيق للدكتوراه: تاريخ العصور الوسطى.
ومن الهيئات التي انتمى إليها قاسم عبده قاسم، عضو مجلس إدارة الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، عضو اللجنة الدائمة لترقيات الأساتذة والأساتذة المساعدين، عضو لجنة التاريخ في المجلس الأعلى للثقافة، فضلا عن عضوية عدد من الجمعيات العلمية في مجال التاريخ والفولكلور والاجتماع، وفيما يلي بعض الوظائف والمهمات التي تولاها:
كما شارك قاسم عبده قاسم في العديد من المؤتمرات العلمية ما بين تونس والرباط والجزائر والكويت والقاهرة وباريس وأثينا وقبرص ومدريد وأشبيلية وفلورنسا بإيطاليا وبودابست في المجر وإسطنبول بتركيا ومدينة قازان في تتارستان.
للدكتور قاسم عبده قاسم العديد من المؤلفات منها: النيل والمجتمع المصري في عصر سلاطين المماليك، ماهية الحروب الصليبية، الخلفية الأيديولوجية للحروب الصليبية، الوجود الصليبي في الشرق العربي…كما قام بترجمة العديد من الكتب منها: التنظيم الحربي الإسلامي في شرق المتوسط، رؤية إسرائيل للحروب الصليبية، تأثير العرب على أوروبا في العصور الوسطي، وفيما يلي قائمة بمؤلفاته وكتبه المترجمة:
1- الكفار: تاريخ الصراع بين عالم المسيحية وعالم الإسلام5>
هذا الكتاب يناقش قضية مهمة تتعلق بموضوع الساعة في الثقافة الغربية عمومًا، وتتصل بمشكلة علاقة العالم المسلم بالغرب الأوروبي والأمريكي بصفة عامة، ويكشف الكتاب عن سعة علم المؤلف بالموضوعات الكثيرة التي ناقشها الكتاب عبر مسافة زمنية هائلة تمتد من العصور الوسطى حتى الوقت الراهن. ومن ناحية أخرى، جمع المؤلف بين القراءة في النصوص، والرحلة، والمشاهدة؛ ولذلك تنوعت مصادره واكتسبت حيوية أضفت على صفحات الكتاب جاذبية لا تقاوم، كما أن لغته تتميز بالرقة الأدبية والقدرة “التصويرية”.
2- الدين والتعليم والعلم في العصر العباسي 5>
تناولت هذه الدراسات الأدب الصوفي، والشعر التعليمي، كما قامت برصد موجز لحركة الترجمة عن اللغة اليونانية في بداية عصور الثقافة العربية الإسلامية، فضلا عن التقديم الذي طرحه الباحثون المساهمون في هذا الكتاب لعدد من رموز العلم والثقافة والبحث والفلسفة والتصوف بين صفحات الكتاب. وعلى الرغم من تعدد الدراسات وكثرة الباحثين الذين أسهموا في هذا السفر الجليل، فإن المحررين الثلاثة- وهم من كبار العلماء فى هذا المجال- قد نجحوا في الحفاظ على صورة تعكس عنوان الكتاب من ناحية، كما نجحوا فى الحفاظ على وحدة الأسلوب واللغة على الرغم من تنوع موضوعات الكتاب من ناحية أخرى.
3- الفتوح العربية الكبرى 5>
يطرح هذا الكتاب السؤال ويجيب عنه، والسؤال الذى يطرحه الكتاب هو: لماذا كان نجاح المسلمين سريعًا وواسع النطاق بحيث فتحوا معظم أنحاء العالم خلال القرنين السابع والثامن الميلاديين، فى غضون قرن من الزمان تقريبًا؟ وكيف تمكنوا من تحويل الفتح إٍلى تغيير دائم فى مصائر المناطق والشعوب؟ حول هذين السؤالين الجوهريين، وما يتفرع عنهما بالضرورة من أسئلة، تدور فصول هذا الكتاب.
4- التاريخ الوسيط .. قصة حضارة البداية والنهاية5>
يستعرض هذا الكتاب “التاريخ الوسيط – قصة حضارة: البداية والنهاية” صفحة هامة من صفحات رحلة الإنسان التى لم تتم بعد، ويركز على دراسة التاريخ الأوروبى، والكتاب مقسم إلى تسعة أجزاء عالج فيها جوانب الحضارة الغربية فى العصور الوسطى، رجوعاً إلى عصر الإمبراطورية الرومانية فى القرنين الثانى والثالث كمدخل طبيعى لدراسة هذه الفترة التاريخية، إن هذا الكتاب يمثل ذخيرة هامة لا غنى عنها لكل من يرغبون فى اتخاذ العصور الوسطى ميداناً لدراستهم ، وقد حرص المترجم فى ترجمته على الأسلوب العربى الخالص، كما حرص على حرفية النص الإنجليزى، وبذلك فقد سهل للمتخصصين وغير المتخصصين دراسة التاريخ الأوروبى.
5- نظرات جديدة على الكتابة التاريخية5>
جاء الكتاب ليرصد أهم الفروع الجديدة التي ظهرت في مجال العلم التاريخي، وكتبها 12 متخصصاً، وهي تعكس مدى مواكبة الدراسات التاريخية للتغييرات التي طرأت على العالم، بعيداً عن وهم الحيادية ونزاهة البحث والاعتراف منذ البداية بحيادية الانحياز، ومدى انعكاس هذه التغييرات على الفكر التاريخي في الثقافة الغربية منذ نشأة الكتابة التاريخية كعلم وحتى الآن.
جاءت الكتابات التاريخية، لتعطي المؤرخ قاسم عبده قاسم صورا أكثر مصداقية عمّا حوته الكتابات ذات الصبغة الرسمية، وكإضافة حقيقية إلى تاريخ مصر، بكل ما تضمنّه من إيحاء ودلالة وصدق لجزئيات الواقع الحياتي المجتمعي، في وقت ساد اغتراب العلم التاريخي وتجاهله وتهميشه لدور الناس والجماعات الشعبية في صنع التاريخ.
فوجّه تلاميذه في الدراسات العليا إلى التركيز على دور الصنَّاع الحقيقيين لتاريخ مصر والعرب ولثورات التحرر في الوطن العربي، ودراسة القوى الشعبية، ورؤيتها لذاتها وللأحداث من حولها وفي إطار ذلك الفهم والوعي تحركت ثوابته الحضارية ورسالة المؤرخ العلمية، لتتفاعل وتخرج أجندته البحثيّة، التي حار البعض في تفسير مكوّناتها أو مكنوناتها.
الدكتور قاسم عبده قاسم حاصل على جوائز منها:
المواد المنشورة في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي إسلام أون لاين