اقرأ أيضا:
ويضفي هذا التعبير دلالة أخرى، إذ يبرز خصوصية النعمة التي أنعم الله بها على داود عليه السلام، إذ جعل الجبال تسبح معه والطير محشورة لـه، ومن شأن الجبال التسبيح الدائم لكونها تندرج ضمن قوله تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ﴾ [الإسراء: 44].
لكن المولى -عزوجل- أراد أن يبرز نعمته على داود بتسبيح الجبال معه على وجه الخصوص، فأتى بالفعل المضارع (يسبحن) مع الجبال للدلالة على أن التسبيح المقصود من الجبال ليس ذلك التسبيح الدائم، بل هو تسبيح خاص بنبي الله داود يتجدد بتجدد تسبيحه.
ويؤيد ذلك دلالة المعية في الظرف (معه) المقدم على الفعل في قوله (إنا سخرنا الجبال معه يسبحن).
كذلك “من شأن الطير الحركة وسرعة التنقل ومن ثم فإن التعبير بصيغة الاسم (محشورة) يفيد أن الطير حين تحشر إلى داود عليه السلام؛ لتتجاوب مع تسبيحه، تفارق طباعها وتثبت في مكانها خاشعة لا تكاد تريم.
(1) الكشاف3/364
المواد المنشورة في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي إسلام أون لاين