علاج العناد عند الأطفال مسألة أسرية مهمة للغاية، فالعناد ظاهرة معروفة في سلوك بعض الأطفال، حيث يرفض الطفل ما يؤمر به أو يصر على تصرف ما، ويتميز العناد بالإصرار وعدم التراجع حتى في حالة الإكراه، وهو من اضطرابات السلوك الشائعة، وقد يحدث لمدة وجيزة أو مرحلة عابرة أو يكون نمطاً متواصلاً وصفة ثابتة في شخصية الطفل.في هذا المقال سنعرض7 طرق مفيدة في علاج العناد عند الأطفال.

العناد ظاهرة سلوكية تبدأ في مرحلة مبكرة من العمر، فالطفل قبل سنتين من العمر لا تظهر مؤشرات العناد في سلوكه؛ لأنه يعتمد اعتماداً كلياً على الأم أو غيرها ممن يوفرون له حاجاته؛ فيكون موقفه متسماً بالحياد والاتكالية والمرونة والانقياد النسبي.

متى تنتهي مرحلة العناد عند الاطفال؟

هل العناد غريزة تولد مع الطفل؟ كما تتصور بعض الأمهات، الجواب لا، بل هو مؤشر على خلل في نفسيه الطفل نتيجة سوء التعامل مع غرائزه الفطرية النامية في المرحلة الأولى من عمره. ومن ثم فإن علاج العناد عند الأطفال أمر نفسي أكثر من اي شيء ىخر.

يظهر عناد الأبناء فيما بين سن الثانية إلى سن السابعة؛ ولذلك أطلق على هذه المرحلة سن المقاومة، أو سن العناد، وغالبية المتخصصين يعتبرون أن سلوك العناد خاصية طبيعية من خصائص النمو بصفة عامة، ويعتبرون أن سلوك العناد خاصية طبيعية من خصائص طفل مرحلة الحضانة بصفة خاصة.

تشير الدراسات في مسألة علاج العناد عند الأطفال إلى أن العناد كثيراً ما يظهر لدى الأطفال بعد سن الثانية والنصف، ويشتد خلال السنة الثالثة والرابعة ويبدأ بالتلاشي عند سن الخامسة إذا أحسن الأبوان التوجيه والتربية.

عندما يبلغ الطفل سن 3.5 أعوام، فإن العناد عادةً ما يقل بشكل تدريجي، حيث يهدأ الطفل ويعتدل مزاجه، ومن المعروف أن نمو الطفل يختلف من طفل لآخر ويعتمد على شخصيته والمقومات المحيطة به.

عناد الأطفال مشكلة تعانيها أغلب الأسر، وعلاج العناد عند الأطفال مسألة ضرورية وهي ليست مستعصية عند فهم أسبابها، وما هو الإيجابي والسلبي فيها، وكيفية التعامل الأصح مع الطفل لتظل عند حدها الإيجابي.

أسباب العناد عند الأطفال

لمعرفة طرق علاج العناد عند الأطفال، علينا أن ندرك أن العناد صفة مستحبة في مواقفها الطبيعية – حينما لا يكون مبالَغاً فيه – ومن شأنها تأكيد الثقة بالنفس لدى الأطفال، ومن أسبابها:

أوامر الكبار: والتي قد تكون في بعض الأحيان غير مناسبة للواقع، وقد تؤدي إلى عواقب سلبية؛ مما يدفع الطفل إلى العناد كرد فعل للقمع الأبوي الذي أرغمه على شيء، كأن تصر الأم على أن يرتدي الطفل معطفاً ثقيلاً يعرقل حركته في أثناء اللعب، وربما يسبب عدم فوزه في السباق مع أصدقائه، أو أن يكون لونه مخالفاً للون الزي المدرسي، وهذا قد يسبب له التأنيب في المدرسة؛ ولذلك يرفض لبسه والأهل لم يدركوا هذه الأبعاد.

التشبه بالكبار: قد يلجأ الطفل إلى التصميم والإصرار على رأيه متشبهاً بأبيه أو أمه، عندما يصممان على أن يفعل الطفل شيئاً أو ينفذ أمراً ما، دون إقناعه بسبب أو جدوى هذا الأمر المطلوب منه تنفيذه.

صورة مقال 7 طرق مفيدة في علاج العناد عند الأطفال
علاج العناد عند الأطفال

رغبة الطفل في تأكيد ذاته: إن الطفل يمر بمراحل للنمو النفسي، وحينما تبدو عليه علامات العناد غير المبالغ فيه، فإن ذلك يشير إلى مرحلة النمو وهذه تساعد الطفل على الاستقرار واكتشاف نفسه وقدرته على التأثير، ومع الوقت سوف يتعلم أن العناد والتحدي ليسا بالطرق السوية لتحقيق المطالب.

التدخل بصفة مستمرة من جانب الآباءوعدم المرونة في المعاملة: هي من الأمور التي تصعب طرق علاج العناد عند الأطفال، فالطفل يرفض اللهجة الجافة، ويتقبل الرجاء، ويلجأ إلى العناد مع محاولات تقييد حركته، ومنعه من مزاولة ما يرغب دون محاولة إقناع له.

الاتكالية: قد يظهر العناد كرد فعل من الطفل ضد الاعتماد الزائد على الأم، أو الاعتماد الزائد على المربية أو الخادمة.

الشعور بالعجز: إن معاناة الطفل وشعوره بوطأة خبرات الطفولة أو مواجهته إعاقات مزمنة تجعل العناد وسيلة لمواجهة الشعور بالعجز والقصور والمعاناة.

الدعم والاستجابة لسلوك العناد: وهي من أخطر طرق علاج العناد عند الأطفال لأن تلبية مطالب الطفل ورغباته نتيجة ممارسته للعناد، تُعلِّمه سلوك العناد وتدعمه، ويصبح أحد الأساليب التي تمكِّنه من تحقيق أغراضه ورغباته.

التعامل مع الطفل العنيد في الأعمار الصغيرة

يواجه الآباء والأمهات في كل مرحلة من مراحل نمو أطفالهم صعوبة في إيجاد الطرق المناسبة من أجل علاج العناد عند الأطفال، خاصة في الأوقات التي يكون الطفل فيها ثائرًا أو عنيدًا أو متمردًا. ولعل المرحلة الأكثر صعوبة هي الوقت الذي يصل فيه الابن إلى مرحلة المراهقة، التي تكون مرحلة صعبة في كل الأحوال.

ترى اختصاصية علم النفس للأطفال كاترين طبيخ أن العناد سمة مميزة لأطفال كثيرين، خصوصا في الأعمار بين 3 و5 سنوات، وأفضل طريقة للتعامل في هذا العمر الصغير هو رفض هذه السلوكيات الخاطئة، وتقدم النصائح التالية للتعامل مع الأطفال في هذه المرحلة العمرية:

التعامل مع الطفل العنيد بعمر 3 سنوات

طفل ذكي جدا ومبتكر بطبعه، يسأل عن كل شيء ويتمرد على الإجابات في كثير من الأوقات. يبحث دائما عن أشياء تبهر الأم وترضي الأب في أفعاله، يحب أن يسمع كلمات الثناء والتشجيع دائما. يمتلك سمات القيادة وقد يبدو متسلطا في بعض الأحيان، والطفل العنيد يعاني من نوبات غضب متكررة.

الطفل في هذا العمر غالبا ما يسمع عبارات غير محببة معظم الوقت، ومن المهم أن يجد عبارات إيجابية تشجيعا لتصرفاته الصحيحة، عندها سيثق بنفسه وقدرته على فعل الأمور الجيدة، ودائما يجب إيجاد خيارات له حتى يشعر بالراحة وبأنه غير ملزم بأمر معين.

ومن الضروري لكل أم أن تبتكر طرقا في علاج العناد عند الأطفال، وأن تعلّم مهارات التفاوض للتعامل مع طفلها الصغير لأنه يتميز برفضه التام لقبول أي طلب من والديه. كما يجب ترك الفرصة للطفل كي يتكلم حتى النهاية لمعرفة ما يريده بالضبط. فهو حساس ويحب إظهار انفعالاته بشكل واضح ويفعل كل شيء كما يرى هو.

التعامل مع الطفل العنيد بعمر 5 سنوات

يتصرف الأطفال في هذا العمر عادة بطريقة سيئة، لعدة أسباب، منها الحاجة للفت الانتباه، أو كطريقة لإثبات الذات، مما يدفع الأهل لفقدان السيطرة أحيانا، لذلك يُنصح غالبا بتجاهل هذه المسألة فسرعان ما ستخف نوبات الغضب والتمرد لدى الطفل، وفي المقابل يجب مدح هذا الطفل العنيد في حال قام بعمل إيجابي.

ومن أهم الطرق التي تجدي نفعا في علاج العناد عند الأطفال والتعامل مع الطفل العنيد هي دعمه بالمكافأة، لأن انتباهه سينصرف إلى الأشياء الجميلة والأفعال الصحيحة التي يثاب عليها وينال مكافأة بسببها.

صورة مقال 7 طرق مفيدة في علاج العناد عند الأطفال
العناد عند الأطفال

في طريقة علاج العناد عند الأطفال من المهم جدا الابتعاد عن العنف والضرب وإلا سيكون الطفل ضعيف الشخصية ومتمردا ومتنمرا، إنما بالعكس، يجب احتواؤه بالحب والحنان وبالصبر وبالهدوء مع ضرورة الاستماع للطفل، لمعرفة آرائه ومحاولة فهم مشاعره للتعاطف معه، وتزويده بالأدوات التي تدعم نجاحه، وتنمي السلوك الإيجابي لديه.

عند إطعام الطفل في حال إشارته للجوع فقط، فإنه يتم تدريبه على المدى الطويل على تطوير سلوكيات طعام صحية؛ فعلى سبيل المثال لا يتعين على الطفل أن يشرب زجاجة الرضاعة بالكامل، فتوقف الطفل عن الشرب وتركه لماصة الزجاجة وتحويل رأسه يشير إلى أنه اكتفى

خطوات عملية للتعامل مع عناد الأطفال

لعلاج العناد عند الأطفال ومعرفة التعامل مع عناد الطفل لابد من اتباع عدد من الخطوات العملية، وهذه 7 خطوات للتعامل مع عناد الطفل :

  1. البعد عن إرغام الطفل على الطاعة، واللجوء إلى دفء المعاملة اللينة والمرونة في الموقف، فالعناد اليسير يمكن أن نغض الطرف عنه، ونستجيب لما يريد هذا الطفل، ما دام تحقيق رغبته لن يأتي بضرر، وما دامت هذه الرغبة في حدود المقبول.
  2. شغل الطفل بشيء آخر والتمويه عليه إذا كان صغيراً، ومناقشته والتفاهم معه إذا كان كبيراً.
  3. الحوار الدافئ المقنع غير المؤجل من أنجح الأساليب عند ظهور موقف العناد ؛ حيث إن إرجاء الحوار إلى وقت لاحق يُشعر الطفل أنه قد ربح المعركة دون وجه حق.
  4. العقاب عند وقوع العناد مباشرة، بشرط معرفة نوع العقاب الذي يجدي مع هذا الطفل بالذات؛ لأن نوع العقاب يختلف في تأثيره من طفل إلى آخر، فالعقاب بالحرمان أو عدم الخروج أو عدم ممارسة أشياء محببة قد تعطي ثماراً عند طفل ولا تجدي مع طفل آخر، ولكن لا ينبغي استخدام أسلوب الضرب والشتائم؛ فإنها لن تجدي، ولكنها قد تشعره بالمهانة والانكسار.
  5. عدم صياغة طلباتنا من الطفل بطريقة تشعره بأننا نتوقع منه الرفض؛ لأن ذلك يفتح أمامه الطريق لعدم الاستجابة والعناد.
  6. عدم وصفه بالعناد على مسمع منه، أو مقارنته بأطفال آخرين بقولنا: (إنهم ليسوا عنيدين مثلك).
  7. مدح الطفل عندما يكون جيداً، وعندما يُظهر بادرة حسنة في أي تصرف.

وأخيراً لابد من إدراك أن علاج العناد عند الأطفال ليست بالأمر السهل؛ فهي تتطلب الحكمة والصبر، وعدم اليأس أو الاستسلام للأمر الواقع.

7 نصائح لعلاج العناد الأطفال

بحثا عن طرق علاج العناد عند الأطفال كثيرًا ما يلجأ الوالدين للأخصائيين النفسيين والتربويين لطلب المساعدة والنصح بشأن مشكلة عناد الأطفال، وللوقوف على تلك المشكلة بشكل منصف يجب أولًا أن نعرف أن سلوك العند لدى الأطفال هو سلوك مكتسب وليس موروث فليس هناك جينات وراثية مثلًا تحمل صفات العند تحديدًا وبناء على ذلك فإن العند لدي الأبناء ما هو إلا نتاج وانعكاس لأسلوب تعاملنا معهم وتربيتنا لهم.

وعليه هذه 7 نصائح مباشرة تساعدك في كيفية علاج العناد عند الأطفال:

  1. لا تلغي شخصية طفلك
  2. لا تناقشي الخلافات الزوجية أمام الأطفال
  3. لا تهملي طفلك
  4. لا تفرقي بين الأبناء
  5. تقنين استخدام الألعاب الإلكترونية
  6. لا تكثري من انتقاد طفلك
  7. لا تعزلي طفلك عن المجتمع

ما هو عقاب الطفل العنيد؟

لعلاج العناد عند الأطفال يجب تقديم العديد من الخيارات للطفل العنيد ليقرر بشكل مستقل ما يرغب القيام به بدلا من إعطائه أمرا واحدا لتنفيذه.

لذلك على الأهل الانتباه كثيرا لهذه المسألة بعيدا عن أسلوب التعنيف والضرب في علاج العناد عند الأطفال، ومحاولة التحكم بالانفعالات عن طريق الحنان والاهتمام والحب لتغيير هذا التصرف وتشجيعه على السيطرة على عناده وغضبه وردود أفعاله السلبية والتصرف بالطريقة الصحيحة.

وعن أسباب هذا العناد وكيف يتم معالجة هذا السلوك بالطريقة الصحيحة تقترح المرشدة الاجتماعية فرح سنو بعض النصائح للأهل من أجل علاج العناد عند الأطفال:

الابتعاد عن الأوامر المباشرة: إذ يجب إيجاد أسلوب للمناقشة والحوار بدون إصدار الأوامر، ومنح الطفل حرية التعبير عن مشاعره.

تشجيع الطفل ومدحه باستمرار: فالمديح والثناء على أي عمل إيجابي يدفع الطفل إلى الشعور بالأمان والاتزان. إضافة إلى عدم مقارنته بالأطفال الآخرين، حيث إن هذا يدفعه إلى العناد.

الاستماع إلى رغبات الطفل ومنحه الوقت للتحدث والتعبير عما يدور داخله من دون مقاطعة أو مجادلة: كوني مستمعة جيدة لطفلك وتعرفي على مشكلاته داخل الأسرة أو المدرسة، وساعديه للوصول إلى أفضل حلول ممكنة، ويجب الاستماع إلى رغباته واحترامها.

عدم الانفعال والتسرع في العقاب والتعنيف: إذ يجب الصبر في التعامل مع الطفل العنيد، فالأمر يتطلب الكثير من الحكمة والليونة في التعامل معه، وعدم اتباع أسلوب الضرب، واتباع مبدأ الحوار والمناقشة.

التحكم بالمشاعر الغضب والتوتر: عند استمرار الطفل بالعناد في موقف محدد يجب عدم التوتر، ويمكن ترك المكان لعدة دقائق حتى يهدأ، ومن بعدها يمكن مناقشة الطفل في الأمر بهدوء تام، ويجب عدم الانفعال على الطفل حتى لا يزيد عناده.

استشارة مختص: من الممكن استشارة أحد المتخصصين في تعديل السلوك السلبي لطفلك العنيد بعد إخفاق كل المحاولات.

ماذا قال الرسول عن الطفل العنيد؟

في مسألة علاج العناد عند الأطفال هناك موقف تربوي من نبينا محمد في علاج عناد الأطفال: قال أنس بن مالك رضي الله عنه : كان رسول الله من أحسن الناس خلقًا ، فأرسلني يومًا لحاجة فقلت: والله لا أذهب ، وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به نبي الله فخرجت حتى أمر على صبيان يلعبون في السوق، فإذا رسول الله قد قبض بقفاي من ورائي فنظرت إليه وهو يضحك فقال: يا أنيس أذهبت حيث أمرتك فقلت : نعم أنا أذهب يا رسول الله .

يتساءل كثير من الآباء والأمهات المسلمات عن علاج العناد عند الأطفال المسلمين، فإذا عاند الولد ما هو التصرف؟ أحيانًا يعاند الابن ويرفض، فهل مثلاً يكون العلاج بحلف مقابل!! فإذا قال والله لا أذهب ، نقول والله تذهب أو لأفعلن وأبطشن ، أو ماذا؟ أو عقاب مباشرة أو ضرب مثلا أو كف أو ما هو التصرف ؟

ترك النبي أنس لما قال والله لا أذهب ،لكن قام بمتابعة الولد حتى ينفذ المهمة، ولم يقم بترك الولد يتمرد ويمشي بدون أي حساب أو أي تصرف فهذا خطاً ، حيث يتربى على التمرد والرفض .

فكانت طريقة الرسول صلى الله عليه و سلم في علاج العناد عند الأطفال، والتعامل هنا مع الموقف هو المتابعة لأنس لما قال لا أذهب .. و هو في نفسه أنه سيذهب ولكنه تظاهر بغير ذلك كما هو التمرد و العناد ، وذهب إلى صبيان يلعبون في السوق وقف يتفرج أو يريد أن يشارك في اللعب ،  المهم كأنه يتظاهر أنه لا يريد أن ينفذ المهمة  .

صورة مقال 7 طرق مفيدة في علاج العناد عند الأطفال
العناد عند الأطفال قد يبدأ مبكرا

فماذا كان تصرف النبي عليه الصلاة والسلام ؟ أنه خرج ورائه، ( تركه بدايةً، ما رد عليه ولا هدده) لكنه تابعه وخرج ورائه فرءاه وآقفاً مع الغلمان و كأنه الآن سيلهو عن الشيء المطلوب، فأمسك الرسول أنس من قفاه من خلفه وهذا الإمساك إمساك ملاطفة وليس إمساك خنقًا لقول أنس “فنظرت إليه وهو يضحك” ، وهذا دليل على أنه كان يلاطف ولم يكن يعبس في وجهه فقال: يا أنيس”أذهبت حيث أمرتك” هذه عبارة تربوية ،طريقة تربوية، هذا الاحتراف في التربية والموقف من العناد إذا حصل من الولد أو الخادم ولذلك كانت النتيجة أن قال أنس “نعم أنا أذهب يا رسول الله”.(الشيخ محمد بن صالح النمجد)

ثم لننظر إلى صيغة الخطاب في كلام الرسول صلى الله عليه و سلم، و تلطفه بالنداء ، في قوله لأنس :”يا أنيس”، تلطفاً و حناناً و أبوة . إن علاج العناد عند الأطفال مهمة تقتضي الحكمة والصبر وكذا الحب والحنان.

كيف كان الرسول يعامل أطفاله؟

كان، عليه الصلاة والسلام، يداعب الحسن والحسين ، رضي الله عنهما، فيمشي على يديه وركبتيه ويتعلقان به من الجانبين فيمشي بهما ويقول: (نعم الجمل جملكما، ونعم العدلان أنتما) .

وروى البخاري عن عائشة ، رضي الله عنها، قالت: ( جاء أعرابي إلى النبي فقال: تقبلون الصبيان فما نقبلهم، فقال النبي : أو أملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة) .

وروى مسلم عن عائشة، رضي الله عنها، أنها قالت: ( جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها فأطعمتها ثلاث تمرات، فأعطت كل واحدة منهما تمرة ورفعت إلى فيها تمرة لتأكلها، فاستطعمتها ابنتاها، فشقت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما، فأعجبني شأنها، فذكرت الذي صنعت لرسول الله فقال: إن الله قد أوجب لها بها الجنة، أو أعتقها بها من النار ) .

ينبغي إشعار الطفل بأنه محبوب وأنه محل عناية وعطف، وهذا ما كان يوجه إليه المربي الأعظم في هذه الأحاديث، ولينهج المربون طريقة رسول الله في إشعار الطفل بالمحبة إن أرادوا تكوين شخصيات أطفالهم على الحب والتعاون والإيثار وتحريرهم من الحقد والأثرة والأنانية.

ومن صور رحمة الرسول بالأطفال ما أخرجه البخاري عن أنس ، رضي الله عنه: ( إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد إطالتها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي مما أعلم من شدة وجد أمه من بكائه)

مداعبة وممازحة الطفل

إن مداعبة وممازحة الأطفال من الأعمال التي يجب أن يقوم بها الوالدان؛لأنه في صميم الطرق الصحيحة لعلاج العناد عند الأطفال لأنها واجب تربوي وهم مطالبون بالاقتداء برسول الله في ذلك خاصة من أجل علاج العناد عند الأطفال ، فعن راشد بن سعد عن يعلي بن مرة أنه قال: ( خرجنا مع النبي ودعينا إلى طعام فإذا حسين يلعب في الطريق، فأسرع النبي أمام القوم ثم بسط يده فجعل يفرها هنا وهناك فيضاحكه رسول الله حتى أخذه فجعل إحدى يديه في ذقنه والأخرى بين رأسه وأذنيه ثم اعتنقه وقبله، ثم قال: حسين مني وأنا منه، أحب الله من أحبه، الحسن والحسين سبطان من الأسباط ).

وروى البخاري في الأدب المفرد والطبراني عن أبي هريرة ، رضي الله عنه، قال: ( سمعت أذناي هاتان وبصر عيناي هاتان رسول الله أخذ بيديه جميعا بكفي الحسن أو الحسين وقدميه على رسول الله ، ورسول الله يقول: “ارقه” قال: فرقى الغلام حتى وضع قدميه على صدر رسول الله ثم قال: رسول الله : افتح فاك ثم قبله، ثم قال: اللهم أحبه فإني أحبه) .

وكـان يلاعـب زينب بنت أم سلمـة ويقـول: ( يا زوينب، يا زوينب، مرارا ).

كذلك للهدية أثر طيب في النفس البشرية عامة، وفي نفوس الأطفال أكثر تأثيرا وأكبر وقعا، وقد سن رسول الله قاعدة للحب بين الناس فنصح الأمة بقوله: ( تهادوا تحابوا ). أخرج مسلم عن أبي هريرة ، رضي الله عنه، أن رسول الله كان يؤتى بأول الثمر فيقول: ( اللهم بارك لنا في مدينتنا وفي ثمارنا وفي مدنا وفي صاعنا، بركة مع بركة ) ثم يعطيه أصغر من يحضره من الولدان.

التعامل مع الطفل العنيد في الدراسة

أما بخصوص مسألة علاج العناد عند الأطفال في الدراسة، وعدم رغبة الطفل في مذاكرة الدروس ومعاناة الأهالي وتذمرهم الدائم من هذه الحالة، فتذكر المرشدة الاجتماعية فرح سنو هذه الحلول لمعرفة كيفية علاج العناد عند الأطفال والتعامل مع الطفل العنيد في الدراسة:

1- محاولة الاستماع إلى الطفل: الطفل العنيد يحاول دائما المجادلة والتحدي، فإذا شعر بالغضب من محاولة إجباره على إنهاء واجبه الدراسي، فهو لن ينفذه وسيتجاهله، لذلك على الأم اتخاذ حل آخر لهذه المشكلة في علاج العناد عند الأطفال وأن تتحدث معه بهدوء وتشرح له وتقنعه بمدى أهمية إنهاء الواجب لمصلحته، وبأنها سعيدة بما يقوم به في المدرسة، وتعلم كم هو ذكي ومجتهد.

2- عدم فرض الأوامر واعتماد أسلوب التخيير: من المهم جدا عدم إجبار الطفل على القيام بواجباته المدرسية بأسلوب الأمر، وإلا سيلجأ إلى التمرد. وعلى الأهل تجنب النقد اللاذع وأسلوب السخرية أو استخدام الألفاظ النابية معه ومن الضروري عدم مقارنته بإخوته المتفوقين دراسيا أو بالأطفال الآخرين زملائه في الفصل. ويجب البعد عن العصبية واستخدام الضرب أو التلفظ بالألفاظ النابية والمهينة في حقه.

3تحميله المسؤولية: من الجيد أن يتحمل الطفل نتيجة عدم إنجازه للواجب أو عدم استذكاره، على أن يتم احتواء الطفل وإظهار الحب له والحزن لحزنه.

4التشجيع الدائم: أخبري الجميع بأنه طفل ذكي والجميع يحبه، وأنه يحب المذاكرة، هذا سيزيد ثقته بنفسه وبك أيضا، اهتمي بتشجيعه دائما، فلهذا دور كبير جدا بتحفيزه على المذاكرة بدون عناد.

التعامل مع الطفل العنيد الرافض للتبرز في الحمام

ربما من أعقد طرق علاج العناد عند الأطفال أزمة تعويد الطفل العنيد على الحمام، وهي مسألة ليست بالأمر السهل أيضا على الأمهات، فهذا الأمر يتطلب منهن الكثير من الصبر لأنها تعتبر مرحلة جديدة من حياة الطفل، فهو غير مستعد للتخلي عن الحفاضات وتعلم استخدام الحمام، وتقدم طبيخ بعض النصائح الضرورية لاجتياز هذه الأزمة بسهولة:

  • محاولة توضيح مسألة دخول الحمام للطفل العنيد بلغته وليست بلغة البالغين، والتكلم عن البول والبراز بأسماء طفولية وسهلة عليه.
  • يجب عدم الإلحاح عليه في الدخول إلى الحمام، فهو سيرفض أكثر وسيؤخر بذلك عملية تدريبه.
  • يجب اعتماد أسلوب خاص وبطريقة مختلفة ليفهم الطفل العنيد وليتشجع على دخول الحمام.
  • وضع روتين جديد للطفل في الفترة للصباحية له بعد الأكل أو قبل الاستحمام. وذلك بهدف بدء التعود.
  • يمكن البدء بتعويده على الجلوس على النونية والتخلص من الحفاضات.
  • يجب أن تكوني صبورة وتخبريه كيف يتم شد السيفون ليذهب البراز.
  • ضرورة عدم توبيخ للطفل إذا تبول ولم يجلس على النونية، فيجب شرح المسألة له بمرونة وهدوء.
  • من المهم ألا يشعر الطفل العنيد بالخوف وإلا سيزيد من عناده، فما عليك أيها الأم إلا الصبر.
  • محاولة التدريب في النهار، وبعدها بدء التدريب في الليل لأن التبول ليلا هو المشكلة الأكبر.
  • لا تسخري منه.
  • من الأفضل ترك الطفل العنيد أن يلعب بدون سروال أو حفاضة وتذكيره أن هنالك نونية بجانبه في حال أراد القيام بالتبول بمفرده. فمن الضروري أن يبدأ بالتعود.
  • لا تلبسيه الحفاضة وضعي المشمع على الفراش. مع محاولة إيقاظه في الليل للذهاب إلى الحمام.
  • حفزيه وامدحيه.
  • البدء في فصل الصيف هو الأنسب.
  • لا تضربيه ولا تعاقبيه.