هذه تذكرة مباركة في فضائل صلاة الجماعة من القرآن والسنة النبوية المطهرة ، والذكرى تنفع المؤمنين  ، كماقال الله تعالى. ونظراً لعزوف كثير من المسلمين اليوم عن صلاة الجماعة ، وتكاسلهم عنها ، وانشغالهم عنها إما بالتجارات ، وإما بالوظائف ، وإما بالراحة والنوم ، وإما بالأهل والأولاد ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم، فأحببنا أن نذكر أنفسنا وإياهم ببعض فضائلها ، والله الموفق إلى كل قربة وطاعة وخير ، إنه على كل شيء قدير.

الأمر بها في القرآن

قال الله تعالى { وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين } (البقرة : 43 ).

قال الإمام ابن كثير رحمه الله : أي وكونوا مع المؤمنين في أحسن أعمالهم ، ومن  أخص أعمالهم وأكمله الصلاة ، وقد استدل كثير من العلماء بهذه الآية على وجوب الجماعة .

وقال السعدي رحمه الله : أي صلوا مع المصلين  ، ففيه الأمر بالجماعة للصلاة ووجوبها .

الأجر المضاعَف فيها

1- فعن ابن عمر رضي الله عنهما  قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ – أي الفرد – بسبع وعشرين درجة )) [ متفق عليه ] .

رفع الدرجات وحط الخطيئات

2- عن أبي هريرة رضي الله عنه : قال صلى الله عليه وسلم : ” صلاة الرجل في جماعة تَضْعفُ على صلاته في بيته وفي سوقه خمساً وعشرين ضعفاً ، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد ، لا يُخْرِجُه إلا الصلاة ، لم يخطُ خطوة إلا رُفِعَت له بها درجة ، وحُطّ عنه بها خطيئة ، فإذا صلَّى لم تزل الملائكة تُصلِّي عليه ، ما دام في مُصَلاّه ما لم يُحْدِث : اللهم صلّ عليه ، اللهم ارحمه ، ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة [ متفق عليه ] .

غُفران الذُّنوب

3- و عن قال صلى الله عليه وسلم : ” من توضّأ فأَسْبَغ الوضوء ، ثم مشى إلى صلاة مكتوبة فصلاّها مع الإمام ، غُفِرَ له ذنبه ” [ رواه ابن خزيمة وصحَّحه الألباني  وأصله في مسلم ] .

صلاة الجماعة من سنن الهدى والأمان من النفاق

4- عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : ” من سرّه أن يلقى الله غداً مسلماً ، فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث يُنادى بِهِن ، فإن الله تعالى شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سُنن الهدى ، وإنهن من سُنن الهدى ، ولو أنكم صلَّيتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته ؛ لتركتم سُنَّة نبيّكم ، ولو تركتم سُنّة نبيّكم لضللتم .. ولقد رأيتنا وما يتخلَّف عنها إلا منافق معلوم النِّفاق ، ولقد كان الرَّجُل يُؤْتى به يُهَادَى بين الرَّجُلَين حتى يُقام في الصَّف ” [ رواه مسلم ] .

من حافَظ على الجماعة عاش بخير ومات بخير

5- وقال صلى الله عليه وسلم : ” أتاني الليلة آتٍ من ربي . قال : يا محمد ! أتدري فيم يختصم الملأ الأعلى ؟ قلت : نعم ؛ في الكفّارات والدرجات ، ونقل الأقدام للجماعات ، وإسباغ الوضوء في السَّبَرات ، وانتظار الصلاة ، ومَن حافظ عليهن عاش بخير ، ومات بخير ، وكان من ذنوبه كيوم ولدته أمه ” [ رواه أحمد والترمذي وصحَّحه الألباني ] .

حتى الأعمى يصلي في الجماعة

6- أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجلٌ أعمى فقال : يا رسول الله ! ليس لي قائد يقودني إلى المسجد ، فرخَّص له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلي في بيته ، فلمَّا وَلَّى دعاه فقال : هل تسمع النداء بالصلاة ؟ ” قال : نعم . قال : ” فأجب ” [ رواه مسلم ] .

حصول أجر الجماعة لمن راح الى المسجد ولو فاتته

7 – عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله عليه وسلم :” من توضأ فأحسن الوضوء ، ثم راح فوجد الناس قد صلوا ، أعطاه الله أجر من صلاها وحضرها ، لاينقص ذلك من أجرهم شيئا ” رواه أحمد  وأبوداود والنسائي .

الترهيب من ترك الجماعة

8- وقال صلى الله عليه وسلم : (( إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حَبْواً ، ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ، ثم آمر رجلاً فيصلِّي بالناس ، ثم أنطلِق معي برجال معهم حِزَمٌ من حَطَب ، إلى قوم لا يشهدون الصلاة ، فأُحَرِّق عليهم بيوتهم بالنار )) [ متفق عليه ] .

فضل صلاة العشاء والفجر جماعة

9- عن عثمان رضي الله عنه : قال صلى الله عليه وسلم : ” من صلَّى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ، ومَن صلّى الصبح في جماعة فكأنما قام الليل كله ” [ رواه مسلم ] .

براءتان :براءة من النار وبراءة من النفاق

10- وقال صلى الله عليه وسلم : (( مَن صلَّى لله أربعين يوماً في جماعة ، يدرك التكبيرة الأولى ، كُتب له براءتان : براءة من النار ، وبراءة من النفاق )) [ رواه الترمذي وحسَّنه الألباني ] .

من فضل الجماعة في الفجر

11- عن  أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :” من صلى الفجر في جماعة ، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ، ثم صلى ركعتين ، كانت له أجر حجة وعمرة ، تامة تامة تامة ” رواه الترمذي .

فاللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادك ،،، آمين.