اقرأ أيضا:
وتأمل الذوق البياني المدهش للعقول والألباب، والمؤثر في أعماق النفوس، ببيانه الخلاب، اذ استعمل لفظ الظلم فقال: “وَلَمۡ تَظۡلِم مِّنۡهُ شَیۡـࣰٔاۚ” ولو قصد النقص بلفظه ومعناه لاستعمله بمقاله فكان: ولم تنقص منه شيئا، فقد قصد النقص وزيادة؛ لدلالة نفسية وإيحاء، ذلك أن الجنتين لم تظلما وصاحبهما ظلم!
لم يظلم الجماد من جنان وبساتين وأشجار وثمار، وظلم الإنسان ذو العقل والقلب والإحساس!
(وَدَخَلَ جَنَّتَهُۥ وَهُوَ ظَالِمࣱ لِّنَفۡسِهِۦ قَالَ مَاۤ أَظُنُّ أَن تَبِیدَ هَـٰذِهِۦۤ أَبَدࣰا) [الكهف: 35]
فقابل النعمة بالكفر والجحود، وقابل وفاء الحق من الجنتين بالإثمار بالظلم والكفر والإنكار!
فكان أقسى من الجمادات بل أظل من سائر الكائنات!
هذا هو البيان المحكم الذي يكشف عن دقائق المعاني وخطرات النفوس ويبث نبض الحياة في التعبير بالكلمات!
المواد المنشورة في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي إسلام أون لاين