طالما تساءلتُ عن السبب في ارتباط استخدام مصطلح ” نشوز ” من قبل الفقهاء وفي أذهان الناس بالمرأة فقط، فلم نسمع عن “الرجل الناشز”، وإنما سمعنا كثيرًا عن “الزوجة الناشز” التي لا تطيع. وفي القوانين هناك الحكم “بالطاعة”، أي ردها لبيت زوجها؛ لأنها.. نشزت.أقرأ في كتاب الله فأجد أن وصف النشوز أُطلق على الرجل والمرأة على حد سواء إذا استعلى أحد أطراف العلاقة الزوجية على الآخر، وأحمد الله أن نشوزنا عقوباته تكون داخل غرف البيوت وفي سرية، لا نُفضح بل يسترنا الله، في حين أن نشوز الرجل علاجه بيننا صلحًا قد يتدرج إلى استدعاء الجماعة المؤمنة من أهل وأولياء.

النشوز ليس مرادفًا لاعوجاج المرأة، إنما هو وصف لاعوجاج السلوك وعدم الالتزام بالمودة والرحمة، والعلاج يستـلزم تقـوى، ويستلزم حضورًا للأسرة الواسعة، حينئذ يصبح دور الأولياء والذين شهدوا عقد الزواج الحفاظ على هذه الرابطة من أي خلل، ومعالجة المواقف التي تهددها، فالولاية راعية والجماعة ساهرة على رأب الصدع.

في عالمنا الإسلامي نشوز المرأة فيه كلام كثير؛ تعريف نشوز المرأة وبيانه، وملامحه وسماته، والقانون في بلدان كثيرة فصل فيه، لكن نشوز الرجال يحتاج إلى تعريف وبيان. كيف نعالجه؟ وكيف تنصف الجماعة المؤمنة المرأة؟ وترد الرجل عن الظلم والاستعلاء إذا فعل؟ الكلام هنا قليل والكتابات نادرة، والفقه لا يسعف أحيانًا، والقوانين لا تحقق الكثير.

المرأة لا يحل لها الهجر في المضاجع، وإلا باتت تلعنها الملائكة، ونحن مؤمنات مسلمات قانتات، لكن الواقع يشهد مظالم يسكت عنها الناس بدعوى احترام الخصوصية، ويقلّ من ينصر من أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بتقوى الله فيهن: نحن النساء.
الشرع ميزان، مقصده العدل، لكننا لم ننضبط، فاستجد من الأقضية بقدر ما حدث من الفساد. الدين النصيحة، فلنعد إلى كتاب الله، وننظر بدون هوى أو تقليد، ولندرك الحكمة، ونضبط المفاهيم، ونلتمس العلاج.
اقرءوا: (الآية: 34) و(الآية: 128) من سورة النساء، وأعيدوا بناء المفاهيم بقسط، وطبقوا كتاب الله في بيوتكم.
أشهد أن لا إله إلا الله.. رضيت.