اقرأ أيضا:
و ذكر ابن كثير ما مختصره: يخبر عز وجل عن علمه التام المحيط بجميع الأشياء، جليلها وحقيرها، صغيرها وكبيرها، دقيقها ولطيفها ليحذر الناس ربهم، فيتقوه حق تقواه، ويراقبوه مراقبة من يعلم أنه يراه، فإنه عز وجل يعلم العين الخائنة، ويعلم ماتنطوي عليه خبايا الصدور من الضمائر والأسرار.
هذه المعاني وغيرها تدور حول اختلاس العين للنظر في غفلة الناس، فالله تعالى يعلم هذه النظرات ويعلم خيانة العين للناس، ويخبرنا التطور العلمي بأن العلماء استطاعوا معرفة الأشياء التي شاهدها الإنسان خلسة وأراد أن يخفيها عن الآخرين، ولكن العين تفضح وتخبر بما أخفاه.
قد يتطاول البعض بنظره إلى أعراض الناس وإلى ما يحرم النظر إليه، وقد يستطيع الفاعل أن يخفي فعلته عن الآخرين، لكن ذلك لايخفى عن علم الله المحيط بكل ذرات الوجود الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض. فما من مخلوقٍ على وجه الأرض، يستطيع أن يكشفَ خيانةَ العين إلا الله، هو وحدهُ يعلم خائنة الأعين، مثال ذلك: طبيبٌ مسموحٌ له أن ينظرَ إلى جسدِ المرأة، لكنَّ الشرعَ سمحَ لهُ أن ينظرَ إلى موضع العِلّةِ فقط، فلو سبقتهُ عينهُ إلى مكانٍ آخر، هذا شيءٌ لا يستطيعُ مخلوقٌ أن يطلّعَ عليه إلا الله .
في عام2015 نشر بحث علمي على موقع الجارديان يؤكد هذه الحقيقة بعنوان : How your eyes betray your thoughts
كيف يمكن لعيونك أن تكشف أفكارك؟
مفاده: بعد دراسات طويلة وجهود كبيرة ومضنية تبين للعلماء أن هناك حركات خفية للعين باستمرار (حتى وهو نائم) وهذه الحركات تقوم بها العين بشكل لا شعوري، وتتصل مع خلايا الدماغ وكأن العين تحاول باستمرار إظهار ما يحاول أن يخفيه الإنسان من أحاسيس وأفكار وكذب أو صدق، وحب وكره، بل والأفعال الخطيرة التي قام بها ولا يريد لأحد أن يعلمها.. كل هذا تفعله عينك دون أن تشعر أو تتمكن من السيطرة عليها!. وهذه الحركات لا يمكن أن نرصدها بالعين المجردة، ولكن يمكن تصويرها بكاميرات حديثة، تخبرنا بما يدور في دماغ الإنسان
ويقول الباحثون في جامعة University College London : إننا لن نحتاج في المستقبل لأجهزة تصور الدماغ وتقرأ ما فيه، بل سوف يكتفي العلماء بمراقبة حركات العين السريعة واللاشعورية ليتنبئوا بما يدور في رأسك من أفكار ومعتقدات أو حتى الحب والكره!.
لقد أثبت الباحثون اليوم بأن الأعين تخون وتفضح صاحبها وتُخبر بما يخفيه الإنسان، فتكشف أسراره ورغباته الداخلية العميقة والتي لا يرغب بالإفصاح عنها ، فيمكن للعلماء اليوم أن يتنبئوا من خلال حركات العين بما يدور في رأس الإنسان من قرارات وآراء ورغبات وشهوات. وهذا المعنى يتطابق مع التعبير القرآني، والذي جاء في زمن لم يكن أحد يدرك شيئاً عن أسرار هذه العمليات الدقيقة والسريعة وعلاقة العين بالدماغ .
إن هذا التعبير القرآني (خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ)، رائع حقا، فهو يعبر بدقة مذهلة عن حقيقة هذه الظاهرة.. فالإنسان يحاول باستمرار أن يخفي أفكاره، والعين تحاول باستمرار أن تكشف وتفضح هذه الأسرار من دون أن يشعر وكأنها تخونه!.
المواد المنشورة في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي إسلام أون لاين