اقرأ أيضا:
إن العنصر الأساسي في هذه الدعوة هو الإنسان والعنصر الأساسي في هذا الإنسان هو القلب، ولا تنتصر الدعوة إلا بمن “أتى الله بقلب سليم” وبمن “جاء بقلب منيب”
ومن تفحص حال طلقاء الدعوة الذين ليس لهم حظ وافر من التربية الإيمانية العميقة وقف على أشكال وصور لباطن الإثم تغمر الساحة كتغليب البغض في الله على الحب وتحريف معنى الأخوة وحصرها في جهة معينة هي جماعته أو حزبه أو التيار الذي ينتمي إليه فقط والتعصب للأشخاص والكيانات كالعالم الأوحد الذي لم تر الدنيا مثله !!! والمذهب الحق الذي ليس بعده إلا الباطل ، و كل ذلك نتيجة حتمية لإهمال إصلاح النفس بحجة التفرغ للحركة والتغيير والنهي عن المنكر والانتصار للقرآن والسنة ، وهذا من السبل التي يسلكها الشيطان لإضلال الإنسان إذ قد لا يأتيه من باب المعصية الظاهرة ولكن من باب الترتيب فيشغله بالغير من النفس وبالظاهر من الباطل وبالمختلف فيه عن المتفق عليه وبالمتشابه عن المحكم وبما يفرق الصف عما يجمع شمله ونحو هذا.
إن العنصر الأساسي في هذه الدعوة هو الإنسان والعنصر الأساسي في هذا الإنسان هو القلب، ولا تنتصر الدعوة إلا بمن “أتى الله بقلب سليم” وبمن “جاء بقلب منيب”، فصاحب هذا القلب لا تتحرك جوارحه إلا في طاعة الله ، وبانسجام ظاهره وباطنه يبارك الله سعيه فيكون قدوةً صالحة تحبب الدين للناس ويكون مهوى أفئدتهم لأن سلاحه الدعوي لا يتعدى الكلمة الطيبة “وقولوا للناس حسنا” وفعل الخير”وافعلوا الخير لعلكم تفلحون” والمناداة للإصلاح “إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت”، فأما من انخرط في زمرة الدعاة وهو غير ملتفت لقلبه المريض يتباهى بترك المباح وهو غارق في الكبائر النفسية كمن يتورع عن البعوض ويبتلع الجمل فهو ثغرة في الصف يستنزل الوهن والخسران بجهله بنفسه وإعجابه بها، وخير للدعوة أن تعود إلى بدايات التربية فقد دارت دوائر الهزيمة على المسلمين في “حنين” بسبب كثرة أمثاله فيها ” ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم من الله شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين “
على المؤمن أن يمتثل لأمر ربه فيذر الإثم البادي للناس والمستتر عنهم كما يذر المخالفات السلوكية والقلبية ليستقيم ظاهره وباطنه فتستقيم حياته كلها فيغفر الله ما بدر منه من زلات وذنوب كلما استغفر وأناب.
المواد المنشورة في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي إسلام أون لاين