هذا المقال يبين بعض الأحاديث الضعيفة حول عيد الفطر وعيد الأضحى والتي ينتشر ذكرها في ألسنة الناس ومجموعات التواصل الاجتماعي.

ولكن بداية نتذاكر أن العيد فسحة عظيمة لإبداء الفرح والسرور للمسلمين والترويح عن النفس وإدخال الفرحة والتوسع على أهل البيت، وهو مناسبة شريفة في حياة أهل الإيمان وشعيرة من شعائر الله التي شرعها مرتين في كل عام، حيث تتجلى فيها جميع معاني الفرح والسرور ظاهراً وباطناً. قال أنس رضي الله عنه: “قدم رسول الله المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: «ما هذان اليومان؟» قالوا: يومان كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله : «إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما يوم الأضحى ويوم الفطر»”. في هذا الحديث نجد مشروعية فرحة العيد وما يصحبها من الآثار والعادات والأعراف المباحة.

وقد نشرنا في مقال خاص الأحاديث الصحيحة الثابتة في العيد وأحكامه، وفي هذا المقال نتتبع الأحاديث الضعيفة التي نقلت حول عيد الفطر والأضحى، ونذكر درجاتها في الضعف والنكارة. الهدف من هذا هو بيان الأحاديث التي لا تثبت نسبتها إلى النبي عليه الصلاة والسلام والتي كان الناس ينشرونها سواء بعلم أو بجهل. حيث إن الحديث الضعيف لا يعتمد عليه ولا يعمل به في أمور الدين كما هو مذهب المحققين سلفاً وخلفاً. إليكم بعض الأحاديث الضعيفة المنتشرة حول العيد:

الأحاديث الضعيفة حول عيد الفطر وعيد الأضحى

حديث فضل إحياء ليلتي العيدين

وردت أحاديث كثيرة في فضل إحياء ليلتي العيد، ومنها:

  • عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله : “من أحيا ليلة الفطر وليلة الأضحى لم يمت قلبه يوم تموت القلوب”. حديث موضوع
  • عن أبي أمامة قال: قال النبي : “من قام ليلتي العيدين محتسباً لله لم يمت قلبه يوم تموت القلوب”. حديث موضوع
  • عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله : “من أحيا الليالي الأربع وجبت له الجنة: ليلة التروية، وليلة عرفة، وليلة النحر، وليلة الفطر”. حديث موضوع

قال أبو العباس ابن تيمية: “الأحاديث التي تذكر في صيام يوم الجمعة وليلة العيدين كذب على النبي . وبالتالي، لا يجوز القول باستحباب تخصيص ليلتي العيدين بشيء من العبادات دون دليل شرعي يدعم ذلك.

حديث التهنئة بيوم العيد

جاء عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أنه قال: لقيت رسول الله في يوم العيد فقلت له: تقبل الله منا ومنك قال: نعم تقبل الله منا ومنك. حديث منكر وروي عن عبادة بن الصامت أنه سأل رسول الله عن قول الناس في العيد تقبل الله منا ومنكم؟ فقال: ذاك فعل أهل الكتابين وكرهه. حديث منكر

لم يثبت أهل العلم بالحديث سنة مرفوعة في تهنئة العيد، مع عدم إنكار فعله لأنه عادة من العادات التي الأصل فيها الإباحة.

حديث التكبير في العيد

يذكر عن أنس بن مالك رضي الله أنه قال: قال رسول الله : “زينوا العيدين بالتهليل، والتقديس، والتحميد، والتكبير. حديث موضوع

ويروى عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله : “زينوا أعيادكم بالتكبير. حديث منكر

الأمر بالتكبير في الأعياد لم يرد في نص نبوي صحيح، وإنما كان التكبير مشروعاً لقوله تعالى: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (البقرة: 185).

حديث فضل صيام صبيحة الفطر

ذكر عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال عن رسول الله : “من صام صبيحة الفطر فكأنما صام الدهر. حديث موضوع

هذا الحديث مخالف للنهي النبوي عن صوم يوم الفطر والنحر كما في صحيح البخاري وغيره.

حديث ندب المشي إلى مصلى العيد

جاء في المشي إلى المصلى ثلاثة أحاديث مرفوعة وكلها ضعيفة. عقد الإمام البخاري في صحيحه باباً لهذه المسألة بلفظ: باب المشي والركوب إلى العيد بغير أذان ولا إقامة، وليس فيما ذكره من الأحاديث ما يدل على مشي ولا ركوب.

حديث فضل الصلاة بعد صلاة عيد الفطر

روي عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: قال رسول الله : “من صلى يوم الفطر بعد ما يصلي عيده أربع ركعات…”. حديث موضوع

حديث الغسل ليوم العيد

يروى عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال عن رسول الله : “الغسل واجب في هذه الأيام يوم الجمعة، ويوم الفطر، ويوم النحر، ويوم عرفة”. حديث ضعيف

حديث ليلة عيد الفطر ليلة الرحمة والعتق

عن إسحاق بن طلحة بن عبيد الله عن أبيه رفعه: “ليلة الفطر ليلة رحمة يعتق الله فيها الرقاب…. حديث موضوع

حديث استجابة الدعاء في ليلتي العيدين

يذكر عن أبي أمامة رضي الله عنه أنه قال عن رسول الله : “خمس ليالي لا ترد فيها دعوة؛ أول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان، وليلة الجمعة، وليلتي العيد”. حديث موضوع

حديث يوم العيد يوم جوائز

عن سعيد بن أوس الأنصاري، عن أبيه، قال: قال رسول الله : “إذا كان يوم الفطر وقفت الملائكة على أبواب الطرق، فنادوا…”. حديث ضعيف

حديث إطلاع الله تعالى على عباده في يوم العيد

عن أنس بن مالك قال: قال النبي عليه الصلاة والسلام: “إن الله ليطلع في العيدين إلى الأرض فابرزوا من المنازل تلحقكم الرحمة”. حديث موضوع

الخلاصة

إن المؤمن الحق يتعبد بما في الكتاب والسنة النبوية الصحيحة، وما ورد في الأحاديث الضعيفة من مقاصد حسنة ومعاني جميلة لا يغني عن صحيح الأخبار. قال ابن قدامة رحمه الله: “وفي اتباع السنة: بركة موافقة الشرع، ورضى الرب سبحانه وتعالى ورفع الدرجات، وراحة القلب، ودعة البدن، وترغيم الشيطان، وسلوك الصراط المستقيم. الاعتماد على الأحاديث الصحيحة هو العصمة من الزيغ، ولا يجوز الاعتماد على الأحاديث الضعيفة في أمور الدين.