هل تساءلت يوماً عن الأسس التي بُني عليها الإسلام، والقيم الكلية التي توجه الحياة وفق الشريعة الربانية؟ هذا ما يتناوله كتاب “الأصول العامة والقواعد الكلية في القرآن الكريم” من تأليف الأستاذ الدكتور محمد أمحزون حيث يسبر أغوار المبادئ العميقة التي تُعدّ نواة الدين الحق وأساس حياة الإنسان.
يستعرض الكتاب الأصول العامة : التوحيد، والإيمان، والإسلام، وهي قاعدة الدين الحق المنزل من عند الله تعالى. وهي الغاية التي من أجلها خلق الله جل ذكره الخلق، وهي الغاية التي أرسل سبحانه من أجلها الرسل أجمعين، وهي النعمة الكبرى والمنة العظيمة التي امتن بها الله عز وجل على الأمة الإسلامية، وهي سبب سعادة العبد في الدنيا والآخرة.
أما كليات الدين، فإن القرآن الكريم باعتباره الأصل الأول والمرجع الأساس لدين الإسلام، فهو مستودعها ومصدرها.
وقد جاءت القواعد الكلية في القرآن الكريم كي تحدد القيم والمبادئ والمثل، وتنشئ تصوراً عاماً للكون والحياة والإنسان يشمل الدنيا والآخرة، ولتبين الغايات والمقاصد العامة التي يسعى التشريع الرباني لتحقيقها في حياة الناس. وفي الوقت نفسه يكون ذلك تمهيداً لحياة في الآخرة سعيدة وأبدية.
وفي نفس السياق بَيَّنَتْ كليات الدين في القرآن أمهات المفاسد، وأصول الانحرافات العقدية والفكرية والنفسية التي تهدد حياة الإنسان، فيعيش حياة ضنكا في الدنيا، ويصيبه التلف والعطب والشقاء في الآخرة، في عذاب سرمدي لا ينتهي أبداً.
على أن كليات الدين هي المبادئ والقواعد العامة التي تشكل أساساً ومنطلقاً لما ينبثق عنها ويتفرع منها وينبني عليها من تشريعات وتوجيهات، وأوامر ونواه وتكاليف عملية، وأحكام وضوابط تطبيقية تنفع الناس في شؤون دنياهم، وتؤهلهم للفلاح والسعادة في الآخرة.
محتويات كتاب (الأصول العامة والقواعد الكلية في القرآن الكريم)
يحتوي هذا الكتاب على بابين، الباب الأول يشمل الأصول العامة في القرآن الكريم. والباب الثاني يشمل القواعد الكلية في القرآن الكريم.
الباب الأول : الأصول العامة في القرآن الكريم
تناولت فصول الباب الأول الأصول العامة في القرآن الكريم وهي :
التوحيد
يتناول الفصل الأول من الباب الأول التوحيد بأقسامه الثلاثة: توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات.
الإيمان
ويتناول الفصل الثاني الإيمان بأركانه الستة وهي: الإيمان بالله تعالى، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره. كما يلقي هذا الفصل الضوء على مراتب الإيمان وهي: الإيمان المجمل، والإيمان الواجب، وكمال الإيمان، أي: الإيمان المستحب.
أركان الإسلام
ويتناول الفصل الثالث أركان الإسلام الخمسة وهي: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، والصلاة، والزكاة، والصيام، والحج.
الباب الثاني : القواعد الكلية في القرآن الكريم
أما الباب الثاني ففيه خمسة فصول هي :
الكليات المشتركة بين الأنبياء
يتحدث الفصل الأول عن الكليات المشتركة بين الأنبياء، ومنها: تزكية النفس وإيثار الآخرة على الدنيا، والدعوة إلى عبادة الله تعالى وحده لا شريك له، ونشر الخير بين الناس، ومنع الفساد في الأرض، وغيرها من الثوابت المشتركة بين الأنبياء عليهم السلام.
الكليات العقدية
وجاء في الفصل الثاني الحديث عن الكليات العقدية وهي: الأصول الاعتقادية الكبرى التي بني عليها دين الإسلام، وتمثل المرتكزات الأساسية له. وهي تبلغ من الوضوح والثبوت وكثرة الدلائل والحجج والآيات البيِّنات الكاشفة لها، في الآفاق وفي الأنفس، وفي الكتاب والسنة حَدًّا لا يعذر فيه أحد من الخلق.
الكليات التشريعية
ويتناول الفصل الثالث الكليات التشريعية. على أن المقصد الكلي للرسل عليهم السلام والشرائع هو جلب المصالح ودرء المفاسد. فكل ما فيه مصلحة حقيقية راجحة فهو مشروع يجب فعله أو يندب فعله. وكل ما فيه مفسدة حقيقية راجحة فهو محظور شرعاً يجب تركه، ويحرم أو يكره فعله. إذ الشريعة مبنية على تحقيق مصالح العباد.
الكليات المقاصدية
ويتحدث الفصل الرابع عن الكليات المقاصدية وهي: المعاني الأولية والغايات الأساسية التي لأجل تحقيقها خلقت الخلائق، ووضعت الشرائع والتكاليف. ومن منطلقها كانت الحياة والموت والبعث والنشور. ومن أهم الكليات المقاصدية في القرآن العظيم: خلق الجن والإنس لأجل العبادة، ابتلاء الناس أيهم أحسن عملاً، جلب المصالح ودرء المفاسد.
الكليات الخلقية
ويتناول الفصل الخامس الكليات الخلقية، وهي أساس قوام الأمم، وازدهار الدول، وعامل الحفاظ على قوتها ومجدها، وبقاءها واستمرارها. على أن التشريع الإسلامي بفرائضه ومحرماته، بأوامره ونواهيه، بمندوباته ومكروهاته، بآدابه ومستحباته، إنما هو تقنين وترجمة عملية للأخلاق، فالمكلفون في أفعالهم وتصرفاتهم، ونياتهم وعباداتهم، وعلاقاتهم ومعاملاتهم في ظواهرهم وبواطنهم يجب أن تكون الأخلاق مرجعهم وميزانهم فيها.
وعلى العموم، فإن الأخلاق تشمل الدين بأقسامه الثلاثة: الإسلام والإيمان والإحسان، وبها تصلح المجتمعات، وبها يتبوأ المؤمنون المنزلة العليا في الآخرة، إذ قال النبي ﷺ: “أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم خلقا“.
وفي آخر الكتاب كشف المصادر والمراجع.
الخاتمة
يعتبر كتاب “الأصول العامة والقواعد الكلية في القرآن الكريم” دليل عميق لكل باحث عن معنى الحياة وفق المنهج الإسلامي، فاستعد لاكتشاف الثوابت التي أودعها الله في القرآن لتكون نهجًا في الدنيا وطريقًا إلى الآخرة. احصل على نسختك اليوم، واكتشف أسرار القيم الأبدية التي تعزز سعادة البشرية.
- عنوان الكتاب : أصول العامة والقواعد الكلية في القرآن الكريم
- المؤلف : أ. د. محمد أمحزون
- الناشر : دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع – بيروت
- رقم الطبعة : 1
- تاريخ النشر : 2022
- عدد الصفحات : 296